|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا "إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض" فتشير إلى زراعة حَبَّة الحِنطَة في التُّربة وتُدفن لكي تأخذ منها الرُّطوبة الضُّروريَّة للنمو. أمَّا عبارة "حَبَّةَ الحِنطَةِ" فتشير إلى صورة "البذر الذي يموت" ليُخرج حَصَادًا، وهي صورة مألوفة في إعلان الإنجيل، كما ورد في مثل الزَّارع "بَينما هو يَزرَع، وَقَعَ بَعضُ الحَبِّ على جانِبِ الطَّريق" (مرقس 4: 3-9)، وهذه الحَبَّة ترمز إلى موت يسوع وقيامته. ويُعلق البابا فرنسيس: "يسوع هو حَبَّة الحِنطَة التي ستسقط في أرض البشر لتُخصبها" (عظة 24/3/2012). وفي الواقع، يُشبِّه يسوع نفسه بحَبَّة الحِنطَة التي تتحلل في الأرض، فتلِّد حياة جديدة. وسبق أن طبّقها علماء اليهود وبولس الرَّسول على عقيدة القيامة "ما تَزرَعُه أَنتَ لا يَحْيا إِلاَّ إِذا مات. وما تَزرَعُه هو غَيرُ الجِسْمِ الَّذي سَوفَ يَكون، ولكِنَّه مُجَرَّدُ حَبَّة مِنَ الحِنطَةِ مَثَلًا أَو غَيرِها مِنَ البُزور" (1 قورنتس 15: 36-37). فصورة حَبَّةَ الحِنطَةِ هي صورة جميلة لذبيحة يسوع، لأنَّها إن لم تُدفن حَبَّةَ الحِنطَةِ لن تُصبح سُنبلة قمحٍ تُنتج حَبَّا كثيرًا. وهكذا موت يسوع تقوده إلى القيامة. وموت يسوع يُبيِّن سلطانه على الموت، وقيامته تُثبت قدرته على الحياة الأبديَّة. وبسلطانه الإلهي يُمكِّنه أن يهب الحياة الأبديَّة. وبهذا يتمجَّد ابن الإنسان عن طريق التَّضحيَّة بحياته، لأنَّ التَّضحية هي شريعة الحياة والضَّمان للحياة الأبديَّة. ومن هذا المطلق، ينبغي أن نختار بين حياة خصبة وحياة عقيمة. ولا يكون الاختيار دون تضحية، لانَّ الحياة اختيار، وكل اختيار تضحية. ويُصبح المسيحيِّون "حَبَّة الحِنطَة"، ويَحمِلوا الكثيرَ من الثَّمرِ إذا "فَقَدوا حياتَهم" حبّا بالله وبالإخْوة على مثال يسوع. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|