رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قبل أن يتوجّه نحو الصليب بأربعة أيام ، حلّ المسيح ضيفاً على مائدة رجل يدعى سمعان من قرية قريبة من أورشليم اسمها بيت عنيا . وما أن جلس بين المدعويين، حتى فوجئ الحاضرون بامرأة تحمل بيدها قارورة من الطيب وتتقدم حيث كان المسيح جالساً. كانت تلك المرأة "مريم" أخت لعازر الذي أقامه الرب من الموت ، يغمرها شعور العرفان بالجميل، فأرادت أن تُفصح له عما تحمله في قلبها من احترام وتقدير، لكن الكلمات بدت عاجزة عن التعبير . وحيث لم تكن تملك من المال ما يمكّنها من تقديم الهدايا، جلبت ما كانت تملكه..قارورة من الطيب "الناردين"، الذي له قيمة كبيرة في ذلك الوقت، وكان يستعمل فقط في المناسبات والأعياد. وها هي تحُضره معها لا لتسكب منه بضع قطرات، لكنها تقدمت وكسرت قارورة الطيب وسكبت كل ما فيها فوق رأسه وعلى قدميه وبكل اتضاع وإجلال لشخصه، انحنت على قدميه تمسحهما بشعرها. كعربون تكريسها العميق لملك المجد. عَملٌ أظهرت به مقياس تكريمها للسيد يندر الإتيان بمثله، ورغبة في أن تحيا له بالإيمان. ما عملته ترك تأثيراً عميقاً على ضيوف سمعان، ما عدا شخص واحد بدت له الموسيقى الجميلة كأصوات مزعجة، حتى أنه انزعج من رائحة الطيب الفيحاء ، ولم يكن هذا الشخص إلا يهوذا الإسخريوطي، الذي قام بتسليمه للموت بعد أيام قليلة، فقال معترضاً: " لماذا هذا الإتلاف؟ لماذا لم يُبع هذا الطيب بثلاثمئة دينار ويُعط للفقراء؟ " وكأن السبب الرئيسي لاعتراضه على عمل مريم هم الفقراء! فأجاب يسوع: " لماذا تزعجوا المرأة؟ اتركوها. لقد عملت بي عملاً حسناً، لأن الفقراء معكم في كل حين، وأما أنا فلست معكم في كل حين، إنها ليوم تكفيني قد حفظته. الحق أقول لكم إنه حيثما يُكرز بالإنجيل في كل العالم يخبر بما فعلته هذه تذكاراً لها" ، وما زال عبير ذلك الطيب يفوح إلى جيلنا هذا. اعتبر المسيح أن ما عملته مريم كان حسناً، لأنه وحده الذي يضع المعايير لأعمال الناس، وعلى العالم أن يعرف بأن ما قامت به مريم جدير بالتقدير، فأراد أن يُسجل لها، وحتى هذا اليوم حيثما يُكرز بالإنجيل في كل العالم، يُخبر بما فعلته مريم تذكاراً لها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ساكبة الطيب {ساكبة الحب} |
ساكبة الطيب |
" ساكبة الطيب |
ساكبة الطيب |
ساكبة الطيب |