قداسة البابا شنودة الثالث
(عب1: 7، وفي شرح القديس بولس الرسول كيف أن السيد المسيح أعظم من الملائكة، قال " عن الملائكة يقول: الصانع ملائكته أرواحًا وخدامه لهيب نار. وأما عن الابن: كرسيك (عرشك) يا الله إلى دهر الدهور.. " وقد اقتبس بولس هذه الآية من (مز45: 6) والحديث فيها عن لاهوت المسيح واضح.
7 (1تى3: 16) " عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كرز به بين الأمم، أومن به في العالم، رفع في المجد". وواضح من هذه الآية أن المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد. ولكن بدعة شهود يهوه تقدم ترجمة أخرى تقول فيها " عظيم هو سر التقوى الذي ظهر في الجسد "! ولكن باقي الآية لا تحمل هذه الترجمة. إذ كيف أمكن أن سر التقوى يتراءى لملائكة؟! أو كيف رفع في المجد؟!... أليس هو الذي رأته الملائكة، وصعد إلى السماء في مجد، كما كرز به بين الأمم، وآمنوا به في العالم... ومع ذلك فإن الحقائق اللاهوتية لا تتوقف على آية واحدة. فإن (1تى3: 16) تشبهها إلى حد آية أخرى هي:
(كو2: 7) حيث يقول القديس بولس الرسول عن السيد المسيح " فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا". ويزيد هذه الآية قوة عبارة " كل ملء اللاهوت". فإن كان المسيح فيه كل ملء اللاهوت، إذن لا ينقصه شيء وهو الله، وليس إله غيره، لأن خارج كل الملء لا يوجد شيء. وعبارة جسديًا تعنى أن هذا اللاهوت أخذ جسدًا، أو ظهر في الجسد، كما توضح الآية السابقة (1تى3: 16). ويوضحها أيضًا قول الرسول لما حدث أنه " من ميليتس أرسل إلى أفسس واستدعي كهنة الكنيسة" (أع20: 17). وقال لهم:
(أع20: 28) " احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه". والمعروف أن الله روح (يو4: 24). والروح ليس له دم. والله لا يقتني الكنيسة بدمه. إلا إذا أخذ جسدًا، وبذل دمه عنها. وهنا نصل إلى نفس المعني "الله ظهر في الجسد". أوردنا آيات عديدية يذكر فيها أن المسيح هو الله، أو هو إله، وبقي لنستكمل المعنى أن نذكر الحقيقة الثانية وهي: لا يوجد سوى إله واحد.