أَمَّا هو، فَانصَرَفَ وَأَخَذَ يُنادي بِأَعلى صَوتِه ويُذيعُ الخَبَر،
فصارَ يسوعُ لا يَستَطيعُ أَن يَدخُلَ مَدينةً عَلانِيَّة، بل كانَ يُقيمُ
في ظاهِرِها في أَماكِنَ مُقفِرَة، والنَّاسُ يَأتونَه مِن كُلِّ مَكان
" أَماكِنَ مُقفِرَة " فتشير إلى أماكن لم تسكن ولم تُزرع، والأرجح انه مراعي للمواشي. أمَّا عبارة "النَّاسُ يَأتونَه مِن كُلِّ مَكان" فتشير إلى قرب يسوع من الجميع، إذ شفاء الأبْرَص زاد اهتمام الشعب زيادة عظمى بيسوع نتيجة لإبرائه فأقبلت الجموع أفواجًا طلبًا للشِّفاء. لكن الشُّهرة الكبيرة التي حصل عليها يسوع أثارت معارضة رؤساء اليهود على يسوع من ناحية، واعتزاله إلى أماكن مُقفرة من ناحية أخرى؛ ويضيف لوقا الإنجيلي إنَّ اعتزال يسوع للصَّلاة زاد من شهرته: "كانَ خَبرَه يَتَّسِعُ انِتشارًا، فتَتوافدُ عليهِ جُموعٌ كَثيرةٌ لِتَسمَعَه وتَشْفى من أَمراضِها، ولكِنَّه كانَ يَعتَزِلُ في البَراري فيُصَلِّي" (لوقا 5: 16) فالصَّلاة امر عادي في حياة يسوع وهذا ما يشير إليه لوقا مرارًا (لوقا 3: 21).