|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محبة الله هي الدافع إلى الوحدة، وهي الدافع إلى الصلاة: أحب الأنبا أنطونيوس الله ومن محبته له أنفرد به وأصبح لا يستطيع أن يفارقه، ولا يستطيع أن ينشغل عنه بشخص أخر. وكما قال الشيخ الروحاني في ذلك: [محبة الله غربتني عن البشر وعن البشريات]. ومن محبته له، وجد متعه روحية في مخاطبته والتحدث إليه، كما يقول داود النبي: "محبوب هو أسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي"، وكما نقول في التسبحة: "أسمك حلو ومبارك، في أفواه قديسيك". أن عمق الرهبنة هو في معناها الإيجابي: الالتصاق بالله. أما معناها السلبي: البعد عن العالم، فهو مجرد وسيلة.. ما أحلى قول داود النبي: "أما أنا فخير لي الالتصاق بالرب" (مز73). وكيف يلتصق الإنسان بالرب، أن كان بكل مشاعره وفكره منشغلا بالعالم وما فيه؟!.. عندما يقول الله: "يا أبني، أعطني قلبك" (أم 23:26)، هل تظنون أنه يريد أن يأخذ هذا القلب؟ كلا، بل هو يريد أن يملأ هذا القلب حبًا وبركة وبرًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ويريد أن يأخذ هذا القلب فيطهره من كل خطية، ويجعل روحه القدوس يسكن فيه.. كمن يقول لك: "أعطني جيبك الفارغ لأملأه خيرات". أهو يأخذ أم يعطى؟ عندما تعطى الله قلبك، إنما تعطى فراغك، والله يملأ.. تعطى ضعفك وتأخذ قوة الله. كمن يعطى العشور، لتفتح له كوى السماء، ويفيض اله عليه حتى يقول كفانا كفانا (ملا 3: 10). تقدم لله، أعطه إرادتك، ليعطيها قوة، ويرجعها إليك منتصرة.. أتكون إذن تعطى أم تأخذ؟! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|