رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقيَّدون بسلسلةٍ واحدةٍ من الظلام 16 فَإِنْ كَانَ فَلاَّحًا أَوْ رَاعِيًا أَوْ صَاحِبَ عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ الصَّحْرَاءِ، أُخِذَ بَغْتَةً فَوَقَعَ فِي قَسْرٍ لاَ انْفِكَاكَ عَنْهُ، 17 إِذْ جَمِيعُهُمْ كَانُوا مُقَيَّدِينَ بِسِلْسِلَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ الظَّلاَمِ. فَدَوِيُّ الرِّيحِ وَأَغَارِيدُ الطُّيُورِ عَلَى الأَغْصَانِ الْمُلْتَفَّةِ، وَصَوْتُ الْمِيَاهِ الْمُنْدَفِعَةِ بِقُوَّةٍ، 18 وَقَعْقَعَةُ الْحِجَارَةِ الْمُتَدَحْرِجَةِ، وَرَكْضُ الْحَيَوَانَاتِ الَّذِي لاَ يُرَى، وَزَئِيرُ الْوُحُوشِ الضَّارِيَةِ، وَالصَّدَى الْمُتَرَدِّدُ فِي بُطُونِ الْجِبَالِ، كُلُّ ذلِكَ كَانَ يُذِيبُهُمْ مِنَ الْخَوْفِ. فإن كان فلاحًا أو راعيًا أو صاحبَ عملٍ من أعمالِ البرِّيَّة، أُخذَ بغتةً ووقع في القضاء المحتوم. [17] حلت الظلمة عليهم فجأة، فالذين كانوا في الفلاحة، أو رعاية غنمٍ أو ممارسة أي عمل في البرية لم يُعطوا لفرصة للذهاب إلى بيوتهم، بل بقوا يتخبطون وسط الظلمة لا يعرفون كيف يتحركون. لأنهم جميعًا كانوا مقيَّدين بسلسلةٍ واحدةٍ من الظلام. فهزيزُ الريحِ وتغريدُ الطيور على الأغصان الملتفَّة، وإيقاعُ المياه المتدفقةِ. [18] وقَعْقَعةُ الحجارةِ المُتدحرجَة، وعَدْوُ الحيوانات القافزة الذي لا يرى، وزئير أشدِّ الحيوانات توحُّشًا، والصدى المتردِّد في تجاويف الجبال، كل ذلك كان يشُلُّهم من الخوف. [19] مما زاد الأمر رعبًا أنهم وهم في أسر الظلمة كان كل ما هو حولهم يزيدهم قلقًا، فصوت أغصان الشجر والمياه المندفعة والحجارة المتدحرجة، حتى الحيوانات التي في رعبها من الظلمة كانت تجري بلا ضابط في حالة هستيرية إلخ. هذا كله أفقدهم كل إمكانيةٍ للطمأنينة! لقد انحلت قلوبهم، لأن الطبيعة كلها ثائرة عليهم، يخشون هجوم الحيوانات المفترسة الثائرة. لذلك بقوا في أماكنهم في البراري، كمن هم مقيدون بسلسة واحدة، ليس من يجرؤ على الحركة ليجد له رفيقًا وسط ضيقته. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|