رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أما شعبك فلم تعاقبه، بل أحسنت إليه: فلكي تشبع شديد شهيَّته أعددت له مأكلًا غريب المذاق، أي السلوى. [2] تذمر الشعب على الله ونبيه موسى، وطلبوا لحمًا في البرية، فأرسل لهم سلوى وهو طائر كالسمان، جاء مهاجرًا حتى تعب من الطيران فصار مساره قريبًا من سطح البحر، وإذ انطلق نحو المحلة، اصطاده الشعب بسهولة جدًا. لقد ضربهم الرب ضربة عظيمة (عد 33:11) من أجل تذمرهم. هنا لم يذكر التذمر ولا الضربة العظيمة التي لتأديبهم، لكنه يذكر أن الله لا يترك مؤمنيه في احتياج أو جوع، وكان يمكن للشعب أن يأكل ويشكر الله على عطيته عوض التذمر المستمر. ارتبطت قلوب قدماء المصريين بالأصنام كآلهة، فضربت أجسامهم وحيواناتهم وزراعتهم. فصاروا متألمين وجائعين، في ضيقة شديدة، وهم في أرض مصر الخصبة. بينما ارتبطت قلوب المؤمنين بالله، فشبعوا بالمن النازل من السماء، ومن السلوى المرسلة لهم وسط البرية، وإن كان الذين تذمروا على الله سقطوا تحت التأديب. يقول المرتل: "سألوا فأتاهم بالسلوى، وخبز السماء أشبعهم" (مز 40:105) ويعلق القديس أغسطينوس على هذا المزمور بأن الشعب ضم فريقين، فريق آمن واتكل على الله فسُر الله به، وفريق آخر حمل ضجرًا وتذمرًا على الله. الأولون أكلوا وفرحوا، والآخرون ضُربوا من الله على تذمرهم. يتحدث هنا عن الذين اتكلوا على الله، فلم يدفعهم اللفيف المصري إلى شهوة أكل اللحم (عد 4:11) ولا تذكروا مع بقية الشعب ما كانوا يأكلونه وهم عبيد في مصر من سمكٍ (صغير) وقثاءٍ وبطيخ وكراتٍ وبصلٍ وثومٍ (عد 5:11). هؤلاء تمتعوا بالسلوى والمن، كطعامٍ لذيذٍ وعجيبٍ. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|