يرى القديس أغسطينوس أيضًا أنه إن كان الله في معرفته غير المحدودة يرتب كل شيء بعددٍ معينٍ يعرفه تمامًا، فإنه يليق بنا أن نهتم بالأعداد الواردة في الكتاب المقدس، ونعرف مفاهيمها الرمزية الروحية.
يرى القديس أغسطينوس أن الإنسان في حياته الروحية قد يسلك بترتيبٍ خاص، خلال أربع مراحل تطابق المراحل الأربع لتاريخ الكنيسة. فالإنسان في المرحلة الأولى يكون كمن في عمق الجهالة لا يدري ما هو عليه، أما المرحلة الثانية فهي عندما يعرف الخطية خلال الناموس، فيشعر أنه مغلوب من الخطية وعبد لها (رو 5:5)، وكما يقول الرسول إن الناموس دخل لكي ما تزداد المعصية (رو 5: 20). وإذ يهبه الله الإيمان ينال قوة الحب، فيصارع ضد شهوات الجسد، فيحيا بارًا بالإيمان، ويُحسب بارًا ما دام لا يخضع للشهوة الشريرة، إنما يغلبها بحبه للقداسة. هذه هي المرحلة الثالثة للرجاء الصالح. من يتمسك بهذا ينال أخيرًا في المرحلة الرابعة السلام، خاصة في النهاية حيث يقوم الجسد ممجدًا. هذه المراحل الأربع تطابق مراحل تاريخ الكنيسة. المرحلة الأولى ما قبل الناموس، والثانية في ظل الناموس، والثالثة في عهد النعمة حيث جاء المخلص، ثم الرابعة في القيامة.