منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 03 - 2024, 11:36 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

لم يرد القديس يوحنا الذهبي الفم أن يتحدث عن موضع جهنم سوى أنها "خارج هذا العالم. لكنه تحدث في شيء من التفصيل عن لعناتها. ففي إحدى عظاته يقول عنها:
[إنها بحر من النار، ليس بحرًا من ذات النوع بالأبعاد التي نعرفها هنا، بل أعظم وأعنف، بأمواج نارية، نيران غريبة مرعبة. توجد هناك هوة عظيمة مملوءة لهيبًا مرعبًا. يمكن للإنسان أن يرى النار تخرج منها من كل جانب مثل حيوان مفترس...
هناك ليس من يقدر أن يقاوم، ليس من يقدر أن يهرب.
هناك لا ُيرى وجه المسيح الرقيق واهب السلام في أي موضع.
وكما أن الذين صدر عليهم الحكم بالعمل في المناجم هم أناس عنفاء، لا يرون بعد عائلاتهم، بل الذين يسخرونهم، هكذا يكون الأمر هناك، ولكن ليس بالأمر البسيط هكذا، بل ما هو أردأ بكثير. لأنه هنا يمكن أن يقدم الإنسان التماسًا للإمبراطور طالبًا الرحمة وقد ُيعفي عن السجين، أما هناك فلن يحدث هذا. إنهم لن يخرجوا بل يبقوا، يحتملون عذابات لا يُمكن التعبير عنها.]
مرة أخرى يقول إن النيران هناك لا تُفني الإنسان ولا تعطي نورًا بل تحرق على الدوام. إذ تتحول الأجساد المقامة المُدانة إلى عدم الموت لهذا تبقى تعاني العذابات أبديًا.
بالرغم من كل هذه العذابات فإن العذاب الرئيسي للمُدانين هو حرمانهم من حضرة الرب وشركة القديسين في السماء.
درجات العذابات مختلفة في الجحيم، تعتمد على مدى خطايا الإنسان، لكن الكل يسقط تحتها أبديًا.
يقول: [مستحيل أن تكون عذابات جهنم غير موجودة.]
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن هذه العذابات ليست لمجرد تحقيق العدل الإلهي، لكنها وضعت لحث البشرية على التوبة والامتناع عن الخطية.
[إن كان اللّه يهتم ألاّ نخطئ وإن ندخل في متاعب كهذه لتصحيحنا، فواضح أنه يعاقب الخطاة ويكلل الأبرار.]
يقول إنه يهدد بجهنم، حتى لا ُيلقى أحدًا في جهنم.
ماذا يعني بقوله: "العقاب المناسب لأفكارهم
لعله يجيب هنا على تساؤلات البعض: إن كان الله حبًا، فكيف يعاقب الناس الأشرار بنار جهنم الأبدية؟ أين هي محبة الله اللانهائية للبشر؟ هل يبقى الإنسان في عذابٍ أبديٍ مقابل خطايا أو شرور ارتكبها لفترة زمنية؟
الإجابة على هذه التساؤلات هي أن الله الكلي الحب، وهب الإنسان كمال الحرية، وهذه أعظم عطية، بدونها يفقد الإنسان أهم سمة رئيسية تميزه عن بقية المخلوقات الأرضية. خلال هذه الحرية يُعطى إمكانية للتغير المستمر بين قبوله الحياة مع الله أبديًا، أو اعتزال الله نهائيًا. فمن يختار الشركة مع الله بجديةٍ يعطيه الله سؤل قلبه، ومن يصر على رفض الشركة مع الله لا يُلزمه بها، بل يتمم له شهوة قلبه، فيتركه ينال ما قد اختاره.
يقدم البعض أمثلة لذلك:
لو أن أبًا بذل كل الجهد مع ابنه ليحيا في جدية، لكن الابن أصر على العصيان في استهتار وتحدٍ، فإنه متى بلغ سن النضوج بشخصية غير سوية، لا يقدر أن يلوم والده، إذ أضاع الفرص لإعداد نفسه ليكون ناضجًا.
لو قدمت النصائح لصبيٍ كي يكون جادًا في دراسته مع تحذيرات كثيرة، وقد صمم على الكسل واللعب، فإذ يبلغ السن الخاص بالدراسة يجد نفسه غير كفء لمهنة لائقة، وقد ضاعت عليه فرص الدراسة، وصار الجهل ملازمًا له!
إن حذرت الأم ابنها مرة ومرات من لمس أي شيء ساخن، وفي لحظات إذ تركته حاول أن يمسك قطعة حديد ملتهبة، فإنه لا يقدر أن يلوم والدته لأن النار أصابته، وقد يبقى إلى سنوات يعالج ما ارتكبه في ثوانٍ! وربما تبقى آثار ذلك في يده كل أيام حياته!
هنا أيضًا لا ينصب اللوم إلا على الأشرار أنفسهم، لأنهم يذوقون أبديًا ما اختاروه لأنفسهم. وماذا اختاروا؟
* الاستخفاف بالبار [10].
* نسيان الرب [10].
* احتقار الحكمة والتأديب [11].

ثلاثة أمور خطيرة تحطم الأشرار تمامًا، الأمر الأول أنهم "لم يبالوا بالبار"، أي وجدوا لذة في ممارسة الظلم على البار، وبذلوا كل الجهد للخلاص منه بأي ثمن. وهم بهذا يحرمون أنفسهم من الشركة مع الأبرار والقديسين، يطلبون موضعًا آخر ليس في بار أو صديق. بهذا اختاروا جهنم وليس ملكوت الله!


القديس يوحنا الذهبي الفم
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ثلاثة أمور في كثرتها الندامة
إن الدخان والسخام لا يؤذي العينين مثلما تحطم الشركة مع الأشرار النفوس
في اختصار تحطم الكبرياء الإنسان تمامًا
ثلاثة أمور يجب معرفتها في هذه الحياة
ثلاثة أمور لا تدوم


الساعة الآن 05:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024