رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«أول السواح» حياته وُلد «بولا» فى مدينة «الإسكندرية»، وكان له أخ يكبره يسمى «بطرس»، وحدث أنه عندما تُوفى والدهما- وكان «بولا» فى الخامسة عشرة تقريبًا- أن «بطرس» أراد أخذ نصيب أكبر من الثروة الطائلة التى تركها لهما والدهما. وعندما شرعا فى تقسيم الميراث، اشتد الخلاف بين الأخوين على نصيب كل منهما فيه، وعندما حصل «بطرس» على النصيب الأكبر تألم «بولا» لذلك وقال له: «لماذا لم تُعطِنى حصتى من ميراث أبى؟» فأجابه «بطرس»: «لأنك صبى. وأخشى أن تبدده، أمّا أنا فسأحفظه لك». ولما لم يُقنع «بولا»، قرر الأخوان الاحتكام إلى القضاء للفصل فى ذلك الأمر. وفى أثناء توجهما إلى القضاء حدث أن مرت بهما جنازة، فسأل «بولا» أحد المشيِّعين عن المتوفَّى، فقيل له إنه أحد أغنياء المدينة وعظمائها، وها هو يمضى إلى القبر بثوبه فقط تاركًا جميع أمواله. فتوقف «بولا» أمام ذلك المشهد، متسائلًا فى نفسه عما أخذه ذلك الرجل عند موته من ثرواته وكُنوزه، وعندما لم يجد شيئًا قد اقتناه هذا الرجل فى قبره، تضاءلت فى عينيه أمور هذا العالم وغناه، وفكر فى نفسه: «ما لى إذًا وأموال هذا العالم الفانى الذى سوف أتركه وأنا عريان؟!». ثم التفت إلى أخيه، وقال له: «ارجِع بنا، يا أخى، فلستُ مطالبًا إياك بشىء مما لى»! وهكذا بدلًا من أن ينطلق إلى القضاء قرر ترك جميع أمواله لأخيه، بل ترْك العالم، مقررًا أن يعيش حياته فى التعبد والصلوات لله، فانطلق خارج المدينة إلى أحد القبور المهجورة ليقضِّى به ثلاثة أيام، طالبًا إلى الله أن يرشده لكيفية السلوك فى الطريق التى انتواها، أمّا أخوه «بطرس»، فقد بحث عنه كثيرًا جدًّا، وعندما لم يجده حزِن حزنًا شديدًا عليه، وندِم على ما بدر منه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مدينة بولا |
تاريخ مدينة الإسكندرية |
كيف حال مدينة الإسكندرية ؟ |
أمن الإسكندرية: لن نسمح باستخدام العنف مجددًا بمحيط القائد إبراهيم |
مدينة الإسكندرية |