رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أن موضوع الحديث عن "الثالوث القدُّوس" لذيذ وحلو ، يلهب القلب بالحب الإلهي. إذ "التثليث" كغيره من العقائد المسيحية ليس بالعقيدة الذهنية اللاهوتية الجافة، يتعصب لها المسيحيون ، ويحاولون إثباتها. "التثليث" عقيدة إيمانية لاهوتية حيَّة، يتفاعل معها المؤمن ، ويحيا بها، ويتذوق حلاوتها، يتمسك بها ولا يقبل عنها بديلا . فالله لا يُطالب الإنسان بحفظ عقائد معينة أو الإيمان بها لمجرد المعرفة الذهنية، إنما لكي يتجاوب معها ويختبرها. لهذا فإنه لا يكشف للإنسان عن كل أسراره الإلهية إلا بالقدر الذي يستطيع أن ينعم به الإنسان ويتذوقه. فلا عجب إن كان سر التثليث لم يتعرض له العهد القديم إلا بصورة خفيفة، إذ لم يكن العامة قادرين على فهمه والاستفادة منه عملياً. فقبل إتمام الفداء على الصليب ما كان للإنسان القدرة أن يدرك حب الآب بإرساله الابن الوحيد، وحب الابن لقبوله البذل برضا وحب . هذا الكلام صعب لا يقدر أن يتفهمه إلا الذي يؤمن بالصليب . لهذا انكشف سر الثالوث بجلاء واضح في عماد ربنا يسوع . لأن عماده هو الأساس الذي عليه يبنى عماد القابلين للإيمان به كمخلص . هو أساس عمادنا، وما هو عمادنا إلا ختم لإيماننا، وتلامس مع ثالوث الحب فينا !! العماد ختم للإيمان، به يصير لنا التمتع ببركات الإيمان ، به ننال الروح القدس، فيصير لنا روح التبني للآب ، وبه نتمتع بعمل دم المسيح ابن الله. بمعنى آخر، بالعماد نتقبل حب الله فينا. الآب يحبني لأنه قدم ابنه فدية عني. والابن يحبني، لأنه قبل إرادة الآب، التي هي أيضا إرادته، أن يحمل الصليب في طاعة ليموت عوضا عني ، ويقوم فيقيمني معه، ويصعد ليجلسني معه في السماويات. والروح القدس يحبني إذ يعطيني باستحقاق دم الابن الشركة مع الثالوث. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لقب “والدة الله”يحوي كي سرّ التدبير (الإلهي) |
بين الصداقة الإلهية والحب الإلهي |
الصليب والحب الإلهي | الله مُخَلِّصي |
الاستشهاد والحب الإلهي |
أقوال القديس أغسطينوس عن الصليب والحب الإلهي | الله مُخَلِّصي |