كثيراً ما نشعر بالم داخلي بسبب الحاجة لشئ لا نستطيع تحديده

[روشا الفرفوشه]

كثيراً ما نشعر بالم داخلي بسبب الحاجة لشئ لا نستطيع تحديده . و قد نقول اننا سعداء و لكن داخلنا ليس كذلك .
و من وقت لأخر قد نعتقد اننا وجدنا درجة ما من السعادة . و لكن اجلاً ام عاجلاً سيختفي ذلك الشعور و نعود لرحلة البحث مرة اخري .
فما هي تلك الاشياء التي نشعر بالحاجة اليها و كثراً ما نجهل حقيقتها .

اولا : نحن نبحث عن السلام
كل البشرية تبحث عن السلام الداخلي و السعادة و الفرح .
ان السلام الذي نسعي للحصول عليه ليس مجرد سلام عاطفي , او ما يسمي السلام العقلي الذي يوجد و يختفي طبقاً لامزجتنا و ظروفنا .
انما السلام الذي يبحث عنه كا رجل و امرأة هو السلام الذي يحرر من القلق و احباطات الحياة و معاركها و مشاكلها .
انه سلام الروح الذي يملأ كيان الانسان و يتعامل مع اثقال الحياة .

ثانياً : نحن نبحث عن هدف
يشعر الانسان بالحيرة و يتساءل : من اين اتي , و لماذا هو موجود في هذا العالم , و الي اين هو ذاهب ؟
و هو يريد ان يعرف ان كانت هناك حقيقة في هذا العالم تشبه النجم القطبي تقوده و تعطي حياته معني .
يعتقد البعض ان البشرية مجرد امر حدث علي هذا الكوكب و طبقاً لوجهة نظرهم , فلا هدف من وجود الانسان لأن وجوده مجرد حدث .
و يقول الفيلسوف الوجودي ان الله لم يعط الانسان هدفاً , و لكنه تركه ليحدد هدفاً و معني للحياة اذا تمكن من ذلك .
و لكن في اعماقنا اشتياق لشئ ما اكثر تاكيداً . فحتي الانسان الذي يشك يبحث عن الحقيقة .
ليس فقط الحقيقة المادية الموجودة في العلم و الرياضيات , و لكن حقيقة وجوده , و لماذا هو في هذا العالم .

ثالثاً : نحن نبحث عن علاقة مع الله
و حتي عندما ينكر الانسان او يشك في وجود الله , فانه يبحث عن شئ ليملأ فراغ روحه .
في بداية الخليقة تمتع ادم و حواء بشركة كاملة مع الله . و لكنهما ادارا ظهريهما لله و ركزا علي الاهتمام بنفسيهما بدلا من التركيز علي الله الخالق .
و الان يعتبر الانسان ضالاً و وحيداً علي هذه الارض و هو بعيد عن الله . و لا يكفي ان تكون لدينا معرفة غامضة عن وجود الله .
و يشتاق الانسان لمعرفة انه ليس بمفرده في هذا العالم , و انه توجد قوة عليا تقود مصيره .
انه يتوق لعلاقه مع خالقه حتي و ان لم يصرح بهذا الامر .

فهل عرفت الان ما تبحث عنه دون ان تعرفه ؟

عن كتاب " سر السعادة / بيلي جراهام