إن رواية إنجيل اليوم هي من حيث محتواها استمرار لمثل الغني الجاهل الذي سمعناه يوم الأحد الماضي. هناك وصف المسيح الإنسان الذي يهتم فقط بمتعته الشخصية ويصبح أسيراً لأنانيته، وفي النهاية لعدم إيمانه بالله، الحاكم الذي يسأله عما يجب أن يفعله ليحصل على الحياة الأبدية، يجيبه أن يحفظ وصايا العهد القديم. وفي جواب الإنسان أنه حفظ هذه الوصايا منذ الصغر، يدعوه الرب إلى بيع ممتلكاته وتوزيعها على الفقراء واتباعه. فحزن ذلك الإنسان وانصرف، ومناجاة المسيح: "ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله"، أصعب من مرور الجمل في ثقب الإبرة.
إن السؤال المطروح على المسيح: "ماذا ينبغي أن أفعل لأرث الحياة الأبدية" مثير للإعجاب. كم منا يهتم بهذا السؤال؟ هل الحياة الأبدية هي هدفنا أم أننا نقلق بشأن أشياء كثيرة ونترك الشيء الوحيد الذي نحتاجه؟ هل ندرك أن هذه الحياة لا يهم سهلة أو صعبة هي مؤقتة وسوف تنتهي؟ هل نهتم بما سيحدث بعد ذلك؟