نفوس مضيئة في جو مظلم: 3) نفوس كانت مضيئة
علي الرغم مما ظهر يوم الجمعة الكبيرة من خيانته وتأمر في جانب، وضعف وخوف وإنكار في جانب آخر. وعلي الرغم مما ظهرت به البشرية في قسوتها التي سيطر عليها سلطان الظلام، إلا أنه كانت توجد في هذا اليوم نفوس مضيئة، نذكرها بكل فخر في هذا اليوم ونحييها. تحيى أولاً أولئك الذين وقفوا إلي جوار الصليب مع السيد المسيح، وثبتوا معه إلي آخر لحظة في قصة الصلب.
1- نحيى القديسة العذراء مريم.
2- وأختها مريم زوجة كلوبا.
3- و القديس يوحنا الحبيب.
4- و القديسة مريم المجدلية.
هؤلاء الذين رافقوا المسيح حتي الصليب، ولم يتخلوا عنه في أخرج أوقاته. لا خافوا من بيلاطس، ولا من هيرودس، ولا من حنان وقيافا، ولا من الجند، ولا من كل القوى الثائرة وجمهور الشعب الصاخب الذي قال أصلبه أصلبه..
يقول الإنجيل المقدس "وكانت واقفات عند صليب يسوع: أمه، وأخت أمه مريم زوجه كلوبا، ومريم المجدلية" (يو 19: 25" وقفت هؤلاء النسوة القديسات معه إلي جوار صليبه، وليحدث ما يحدث. وقفن معه في ألمه وضيقه وصلبه (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. ليس في وقت صنعه المعجزات، إنما في وقت ظن فيه الرومان واليهود أنه قد هزم، وأنه في ضعف، وأنه لم يستطيع أن يخلص نفسه، وأن المجتمع اليهودي قد استطاع أخيراً أن يتخلص منه..
وقف هؤلاء النسوة القديسات معه بكل القلب وكل الحب، ومعهن يوحنا الحبيب، في أثناء تعيير الناس له، واستهزائهم به واعتدائهم عليه، وفي أثناء تسميره علي الصلب. وكن معه في كل الآمة.. قلوباً مخلصة محبة إلي جواره.. لم يزعزع إخلاصها زوال مجده، أو ما يظنه اليهود من زوال مجده. أن حبه هو الذي يربطهم به، وليس المجد..
5- وبالمثل نحيى باقي النسوة القديسات..