القديس بولس
+ إذن ما معنى أنها ستخلص بولادة البنين؟ إن بولس يحيينا بنفسه في قوله للغلاطيين: "يا أولادي الذين أتمخض بكم..." فهل حبل بولس وجاز آلام المخاض في الولادة؟ طبعًا لا: فهو يستكمل هذا الاستعطاف العجيب بقوله: "إلى أن يتُصور المسيح فيكم" (غلاطية 4: 19). إذن فالرسول الكبير يهدف إلى المخاض الروحي وإنجاب البنين الروحيين،والأمومة الروحية في متناول كل امرأة بلا استثناء منذ أن قال الرب من أعلا صليبه إلى العذراء القديسة: "هذا ابنك" (يوحنا 19: 26) مشيرًا إلى تلميذه الحبيب. ونستشف هذا التوجيه الإلهي في قول فادينا الحبيب للنسوة اللواتي سرن وراءه في طريق الصليب حين أهاب بهن: "... لا تبكين عليّ بل إبكين على أنفسكن وعلى أولادكن" (لوقا 23: 2). والبكاء الذي يريده الفادي الحبيب هو السهر على رعاية الأطفال وتربيتهم في طريق الرب - سواء كانت الأمهات بالجسد أو أمهات بالروح فقط. والأم التي منحها الله الأمومة الجسدية والروحية معا هي أم خليقة بأمومتها. ولقد قال أحد الآباء المعاصرين عنها: "مباركة الأم التي تغسل الأيدي الوسخة، وتصلح الجوارب المقطعة وتوجّه العيون نحو السماء".
إذن فعلينا أن نربط دائمًا بين الأسفار الإلهية وأن نفتّش كتب آبائنا وأن نحاول التفهّم الروحي: "فالله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يوحنا 4: 24).