رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلمة الرب ثابتة سماوية كثيرون يظنون أن العالم كله ألعوبة في يد الأشرار، خاصة المتسمين بالعنف، والمستغلين للسلطة. هذا هو سر أنين الأتقياء عبر الأجيال. لكن المرتل يدرك أن كل خطط الأشرار وعنفهم وممارساتهم لن تدوم، فالباطل ينتهي وتبقى كلمة الرب ثابتة أبدية سماوية: "يا رب كلمتك ثابتة في السماء إلى الأبد" [89]. من يلتصق بالأشرار ينحدر معهم إلى الباطل، لأنه تخرج روحهم فيعودون إلى ترابهم، أما من يلتصق بكلمة الرب فينعم باستقرار داخلي وحياة سماوية مع خلود أبدي. حين عصى آدم الوصية عزل نفسه عن كلمة الله ففقد بهجته، وحياته الفردوسية، وصارت أرضه تنبت له شوكًا وحسكًا، وسمع الحكم الإلهي: "من تراب وإلى تراب تعود". لكن جاء آدم الثاني، السيد المسيح، كلمة الآب الأبدي، حتى نتحد به، نحمل طاعته (عب5:5)، فنشاركه طبيعته الإلهية، نجلس معه في السمويات (أف 6:2)، وننعم بشركة أمجاده الأبدية. يرىالعلامة أوريجينوس أن كلمة الله تدوم في السماء إلى الأبد، لأن السمائيين يسلكون بنظام دقيق للغاية وضعه كلمة الله، لا ينحرفون عنه. أما بالنسبة للأرض فإن النظام الكوني يخضع لكلمة الله، بينما ينحرف الشرير عما وضعه له الكلمة حيث يمارس الزنا والنجاسة والشهوات الأخرى، فلا يكون لكلمة الله موضع فيه، "لأنه أية خلطة للبر والإثم؟! وأية شركة للنور مع الظلمة؟!" 2كو 14:6. من تصير سيرته في السماء، وإن بقي بجسده على الأرض يسكنه كلمة الله. ويرى القديس أثناسيوس الرسولي أن المرتل يتحدث هنا عن النظام الكوني، خاصة الأفلاك السماوية وخضوعها لكلمة الله بكون الخليقة كلها "عبيده" [96]. رأينا في الفقرات السابقة [81-88] كيف عانى المرتل من كلمات الأشرار الذين لا يطلبون أقل من إفناء حياته على الأرض. لا يروق لهم حرمانه من العرش فحسب بل يتآمرون على قتله. الآن وقد اختبر وسط هذا المرّ إمكانية وعود الله وكلمته تهلل قلبه طربًا بالرب. عرف المرنم الحلو أن يجد وسط تيارات العالم المهلكة صخرة الحق التي يقفز إليها ويحتمي فيها فلا يتزعزع! لتمارس التيارات المهلكة عملها حسبما تريد فإنها لن تقدر أن تحرك صخرة كلمة الله التي يتحصن المرتل فيها. لم تعد تكل عينا المرتل ولا تصرخ شفتاه ولا يصير كزقٍ يتشقق... وإنما يستريح على الصخرة ليضرب بروح الحق على قيثارة نفسه سيمفونية الحب والإيمان والرجاء. ليدرك أنه لن تخور قواه بعد ولا يكل، لأنه عوض الآنشغال بالتيارات التي حوله يتهلل بالملكوت الإلهي الذي في داخله، ويشترك مع السمائيين في تسابيحهم. وها هو يشهد المرنم الحلو أن ما يختبره لا يخصه وحده، إنما هي خبرة الأجيال كلها في معاملاتها مع الله. هي خبرة كل جماعة المؤمنين في كل عصر، كما هي خبرة شخصية يتذوقها كل مؤمن في حياته الخاصة. * إذ التهب بالاشتياق نحو أورشليم السمائية، تطلع إلى أعلى الممالك العلوية وقال: "يا رب كلمتك دائمة في السموات إلى الأبد"، أي دائمة بين الملائكة الذين يخدمونك أبديًا في جيوشك بدون توقف. القديس أغسطينوس هذا وكلمة الرب أبدي: * تحرك داود ليقول: "يا رب، كلمتك باقية إلى الأبد في السماء" [89]، لأن ما يبقى لا ينتهي وجوده حتى الأبدية. القديس أمبروسيوس * كلمة الله هو بعينه واحد، وقد كُتب: "كلمة الله ثابتة إلى الأبد" [89]. إنه لم يتغير لا من قبل ولا فيما بعد بل يبقى كما هو دائمًا. فإنه يليق بالله الذي هو واحد أن تكون صورته واحدة، وكلمته واحدة، وحكمته واحدة. * لم يُكتب في الكتاب المقدس "بكرالله" ولا "خليقة الله"، بل "الابن الوحيد"، "الابن" و"الكلمة" و"الحكمة" لتشير إليه في علاقته بالآب. البابا أثناسيوس الرسولي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | كلمة الرب ثابتة وسماوية |
مزمور 119 | كلمة الرب تناسب كل بشر |
مزمور 119 | يا رب كلمتك ثابتة |
مزمور 33 - لأن كلمة الرب مستقيمة |
كلمة الله ثابتة فيهم |