"هكذا قال الرب: ها مياه تصعد من الشمال وتكون سيلًا جارفًا فتغشي الأرض وملأها، المدينة والساكنين فيها، يصرخ الناس ويولوِل كل سكان الأرض" [2].
يحل الجيش المهاجم عليهم كسيلٍ جارفٍ[2] يغرق الأرض وكل ملئها، المدينة والساكنين فيها [2]. يشبه الكلدانيون بالسيل الجارف أو فيضان مياه كثيرة تصدر عن نهرهم أي الفرات. كثرة المياه تعني كثرة الجماهير التي تحل على موقع ما كفيضان.
للشيطان طرق كثيرة، يعرف كيف يحل بالنفس كسيلٍ جارفٍ يسقط عليها فجأة ليحوط بها من كل جانب، فيشل كل حركتها، ويفقدها التمتع بأية معونة خارجية، وأحيانًا يتسلل خفية إلى النفس ليدخل إلى أعماقها ويتسلم عجلة قيادتها.
مع كل ما لعدو الخير من حيل وخبرات طويلة وقدرات خطيرة، لا يحمل سلطانًا عليها للتسلل إلى داخلها ما لم يكن الباب مفتوحًا، ويجد في الداخل من يتجاوب معه. كما ليس له سلطان أن يحل بالنفس فجأة ويسيطر عليها إن كانت في يد الله، محفوظة بنعمته. في هذا يؤكد القديس يوحنا الذهبي الفمأنه ليس لعدو الخير سلطان علينا، ولن يقدر أن يؤذينا ما لم يؤذِ الإنسان نفسه بنفسه.