الله هو إله البشرية كلها، حتى وإن انحرفت. فمهما بدى تأديبهم قاسيًا فإن غايته هو رجوعهم إلى الله ليتمتعوا بشخصه ومواعيده الإلهية. لهذا كثيرًا ما تُختم النبوات ضدهم بفتح باب الرجاء أمامهم ليختبروا الحب الإلهي. إن كان العهد القديم قد احتوى على نبوات ضد الأمم، لكنه لم يقف عند ذلك بل فتح الطريق أمامهم لإدراك سر العهد الجديد الذي قدم كلمة الله لحساب الأمم. هؤلاء الذي كانوا غرباء صاروا قريبين، أهل بيت الله، وكما يقول الرسول بولس: "أنتم الذين كنتم قبلًا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح" (أف 2: 13). إن كانت حاجة إلى برهان على أن إله إسرائيل كان يُنظر إليه أنه إله الأرض كلها فهنا نجد البرهان. هذا ما سنراه واضحًا في الأصحاحات التالية.