رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المحبة من خلال الممارسة العملية: ” غسل الأرجل” ” يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق” (1يو18:3). إن الأمر الذي صنعه يسوع ليلة آلامه مع تلاميذه، بغسل أرجلهم، لم يكن مجرد ممارسة طقس شكلي، وما نفعله الآن لا يجب أن يكون مجرد طقس لقانات أو ضرب ميطانيات، بلا عمق أو إدراك للهدف الأسمى، فالرب يسوع عندما غسل أرجل تلاميذه، فهو قد سكب أمامهم نفسه، وقَبِل أن يكون عبدًا وخادمًا، مع أنه الرب والسيد والمعلم، ليُكرِّس أمامهم صورة حية للمحبة المتضعة المنسكبة، حتى ينغرس فيهم هذا الحب بعضهم لبعض، فقد سعى بذاته ليضع لهم المثال القادر أن يجمع أبناء الله المتفرقين، ويكون لهم ولنا هذا الإحساس الدائم والحقيقي بأننا خدام الذين من أجلهم مات المسيح، فالدعوة هنا إلى أستعداد دائم ومستمر، بلا إنقطاع ولا دمدمة، أن نغسل بعضنا أرجل بعض، ونخدم ونفتدي بحياتنا كل إنسان مات المسيح من أجله: ” فإني كنت أرد لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح لأجل أنسبائي حسب الجسد” (رو3:9). وبذلك نكرس وصية عهد المحبة الجديدة التي مارسها السيد المسيح معنا، لنتأهل للأتحاد به. ونؤكد على دعوة الرب لنا (لاسيما الخدام)، بأن نصنع مثلما صنع هو معنا، حتى نتمم مشيئته واشتياقه في وحدتنا، بوضع أنفسنا تحت أقدام إخوتنا لنغسلها بدموعنا ونئن معهم حتى يتصور المسيح فيهم، ونمسح بشعر رأسنا أنين نفوسهم وقلوبهم، محتملين ضعفهم حتى نربح الجميع، ونثِّبت المحبة في قلوبهم لنتحد بهم في المسيح يسوع، وهكذا نكمل مشيئة الآب في التصاقنا ووحدتنا بالثالوث. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|