رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عزاء وسط الشدائد إذ كانت الخطية تفقدني الرجاء في الحياة الأبدية، جاء كلمة الله يهبني الحياة الأبدية، لذلك لا أهاب متاعب هذا الزمان الحاضر وضيقاته. أجد في كلامك تعزيتي، لكن المتكبرين يسخرون بي لأنهم يحسبون رجائي في وعدك واتكالي على قولك وإيماني بك أمورًا خادعة وواهية. إنني أكمل رحلة غربتي ولا أتوقف كمن يسير بقافلته ولايبالي بنباح الكلاب. "إن المتكبرين تجاوزوا الناموس جدًا إلي الغاية، وأنا عن ناموسك لا أملْ. تذكرت أحكامك يا رب منذ الدهر فتعزيت" [51، 52]. * عندما كان المتكبرون يتجاوزون ناموسك يا رب إلي الغاية، كانوا ليس فقط يأثمون بل ويهزأون بحافظيه، فكنت أنا بالأكثر أعتصم به، متذكرًا أنك منذ القديم تسمح عادة بسقوط (مؤمنيك) في المحن، لكنك تسرع إلي نجاتهم منها، وتمجدهم بالأكثر؛ بهذه الذكرى تعزيت. أنثيموس أسقف أورشليم * استهزأ المتكبرون بناموسك، بل واستهزأوا به إلي الغاية، أما أنا فلم أملْ عن ناموسك قط. وأنت دبرت حياتي، وحفظت روحي، حتى لا يكون مع قلبي كلام لئيم مختبئ مضاد للشريعة (راجع تث9:15)... * لنتأمل أيضًا سلوك البار، فإنه يقول بأنه يتذكر أحكام الله التي هي منذ الدهر وإلي الدهر تظهر لكل واحدٍ فتعزيه، فلا يعود يعرف الحزن ولا القلق، إذ يقول: "إن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا" رو18:8. العلامة أوريجينوس * أراد أن يُفهم المتكبرون أنهم مضطهدوا الأتقياء، لذلك أضاف "وأنا عن ناموسك لم أمل"، لأن المضطهدين المتكبرين حاولوا أن يلزموه بذلك. القديس أغسطينوس * يصنع الهراطقة لأنفسهم مجدًا بمخالفتهم للناموس، لكنني لهجت في حفظه كله دون أن أضعف ولو جزئيًا، وفي قبولي له بدون تردد. القديس ديديموس الضرير * تذكرت الأحكام التي اتخذتها قديمًا ضد مضطهدي إسرائيل فتعزيت، إذ عرفت أنني لن أصير متروكًا في الاضطهادات، وأن كل ما يحدث للإنسان إنما هو وفق أحكام الله. القديس أثناسيوس الرسولي لم يطلب المرتل إبادة المتكبرين المقاومين له من أجل حفظه وصايا الله، إنما يطلب أن يحفظه الله كي لا ينحرف بسببهم أو يميل عن الطريق الملوكي يمينًا أو يسارًا، بل ينشغل بتعزية الروح له، ويهتم بأحكام الله. كأنه يقول: لا أريد أن أنشغل بالسلبيات، أي بالهجوم الموجه ضدي، وإنما أهتم بالإيجابيات أي بالتأمل في أحكامك والتمتع بتعزياتك. بهذا لا يعطى للأشرار فرصة تحقيق رغبتهم من جهته. لقد حاول سنبلط وجشم الشريرين أن يشغلا نحميا عن العمل الإيجابي في مجادلات نظرية، وأن يفسدا وقته في الحوار عوض بناء السور، "فأرسل إليهما رسلًا قائلًا: إني أنا عامل عملًا عظيمًا فلا أقدر أن أنزل؛ لماذا يبطل العمل بينما أتركه وأنزل إليكما؟! نح3:6. فأرسلا إليه بمثل هذا الكلام أربع مرات وجاء بهما بمثل هذا الجواب. ليفعل الأشرار ما يريدون، وليستخدموا كل طرق العنف الظاهر أو التهديدات أو الخداع والكلمات المعسولة. ففي هذا كله يبقى المؤمن في طريقه الملوكي، طريق الوصية لا يحيد عنها. أما سنده في هذا فهو معاملات الله مع أولاده منذ بداية التاريخ البشري: "تذكرت أحكامك يا رب منذ الدهر فتعزيت" [52]. منذ طفولتنا لم يتخلَّ الله عنا، بل ومنذ وُجد الإنسان بقى الله أمينًا في مواعيده ووعوده لشعبه ومؤمنيه، وأيضًا لم يدع عصا الأشرار تستقر على نصيب الصديقين. لقد أغرق الأشرار بالطوفان، وبلبل ألسنة أهل بابل، وأغرق فرعون وجنوده في البحر الأحمر... وباختصار: "الساكن في السموات يضحك بهم، والرب يستهزئ بهم؛ حينئذ يكلمهم بغضبه وبرجزه يرجفهم" مز4:2، 5؛ وأيضًا يقول المرتل: "أسنان الخطاة سحقتها" مز7:3. التأمل في معاملات الله في العهدين القديم والجديد وفي تاريخ الكنيسة عبر كل الأجيال يعطي تعزيات ليست بقليلة، فلا نخاف من مؤامرات المتكبرين وتهديداتهم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | الوصية هي عزاء الإنسان |
مزمور 119 | عزاء في العبادة الخاصة |
مزمور 119 | عزاء في الخدمة |
مزمور 119 | عزاء وسط الموت |
مزمور 119 | عزاء في الغربة |