رأينا أن يوحنان وكل رؤساء يهوذا قد وضعوا في قلوبهم أن يذهبوا إلى مصر مهما تكن الظروف! كانوا مصممين على ذلك، لكنهم خدعوا أنفسهم حين ذهبوا إلى إرميا النبي يطلبون منه أن يصلي لأجلهم ويطلب باسمهم مشورة الرب. ربما قصدوا بالمشورة معرفة الطريق الذي يسلكونه في ذهابهم إلى مصر.
كثيرًا ما يخدع الإنسان نفسه [20] حين يريد أن يحرك الله حسب هواه، لا أن يخضع لحكمة الله وخطته ومشورته.
يتضح من الحديث الأول [1-6] بين إرميا والرؤساء أن النبي لم يعرف أنهم مصممون على الذهاب إلى مصر. على أية حال لم يُظهر لهم إلاَّ كل رقةٍ ولطفٍ، فوعدهم باستشارة الله في الأمر. ولعله هو نفسه لم يكن يعرف ما هو الأفضل لهم، الذهاب إلى مصر أم البقاء.