ثلاثة أشخاص خرجوا من أور الكلدانيين ليذهبوا ألى أرض كنعان
1- رجل عجوز (تارح) الأب الكبير
2- رجل فى سن الرجولة (أبرام)
3- شاب (لوط) ,الثلاثة بدأوا الرحلة معا
وقبل ما نتعرض لهذا الموضوع تعالوا نروح سفر أعمال الرسل فى موعظة أستفانوس 7: 1 – 4 1 فَقَالَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَتُرَى هَذِهِ الأُمُورُ هَكَذَا هِيَ؟»2فَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ اسْمَعُوا. ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ قَبْلَمَا سَكَنَ فِي حَارَانَ3وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَهَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ4فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ الآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا.والحقيقة أنا تعرضت لموعظة أستفانوس لأنه قال على حسب التقليد الذى أستلمه أن الدعوة وجهت لأبرام فى أور الكلدانيين بين النهرين قبل أن يذهبوا ألى حاران ,ويقول ظهر إله المجد لأبينا أبراهيم هناك وقال له أخرج ,ولكن لما خرج كانوا ثلاثة –تارح أبوه –ولوط أبن أخوه-وهو وكما قلت بدأوا الرحلة معا والثلاثة خرجوا مدفوعين بدعوة من الله هدفهم الوصول لكنعان وربنا قال له أن كنعان ستكون نصيب ولكن ما حدث فى الطريق أن تارح أبتدأ الطريق ولكن فى المنتصف وعند حاران ولم يكمل الرحلة – ولوط أكمل الرحلة للنهاية ولكن كما سنرى لاحقا أنه فى النهاية خسر كل شىء لأنه سكن فى سدوم وعامورة وأحنا عارفين أنهم أتحرقوا- بينما واحد فقط هو الذى بدأ وأكمل وأخذ وهو أبرام .
تعالوا نتمعن فى الأحداث شوية كان تارح رجل عجوز وأبرام فى سن الرجولة بينما لوط فى سن الشباب وكأن الذى يريد أن يسير فى طريق ربنا لن يكون عجوزا أو شابا !ولكن لابد أن يكون رجل طيب يعنى العواجيز فاتت عليهم ..لأ.. العجوز هو الأنسان الذى يشعر أنه تعبان بأستمرار ولا يريد أن يتعب أو يجاهد وبالتالى لن يستطيع الوصول ,والشاب الذى لديه القدرة أنه يسير لكن يريد أن يسير وفق مزاجه وأختياره وهواه لن يستطيع أيضا الوصول ,لكن من يريد أن يصل لابد أن يكون رجل يتحمل المسئولية والجهاد الروحى ولكن الذى يريد أن يسير فى الحياة الروحية بمزاجه وبكيفه وعلى حسب لينا مزاج نقعد ونصللى ونسمع ونصوم لن يصل ,واحد أبتدأ ولم يكمل وواحد أبتدأ ووصل ولم يستطع أن يأخذ شيئا والأخير أبتدأ ووصل وأخذ ,ودائما أجد بعض المعارضين وبيقولوا طيب ليه أبرام ربنا وجه له الدعوة ..لأ.. الدعوة فى الأول أستلقاها تلاتة وعشيرتهم ولكن من ثبت فى الدعوة هو واحد ,فربنا لما ظهر لأبرام وقال له أخرج من أرضك وعشيرتك قال هذا الكلام لأبوه وللوط ولكل عشيرته,فتارح قال وليه لأ أيه المشكلة وأعجبته الفكرة طيب ما نطلع ونشوف ونتفرج على شعوب وعلى حضارات ونشوف الإله الجديد اللى بيقول عليه أبرام ,وهو هنا كان عنده مجرد إعجاب وقتى ,يعنى زى واحد طالعين مؤتمر أو طالعين رحلة فيقول طيب وماله ما نروح ,جو جديد وجو غريب ما نجربه ,ناس بتصللى صللينا معاهم وناس بتصوم صمنا معاهم وناس بتخدم خدمنا معهم , مجرد أعجاب بالفكرة فلم يكن أمامه هدف ,خرجوا من أور الكلدانيين ما بين النهرين حتى وصلوا حاران ,والحقيقة أور الكلدانيين كانت منطقة حضارية ,كان فيها مدنية وحضارة وكانت مشهورة بعبادة القمر بما فيها من أرتباطات بالنجاسة وبالخطية ,خرج مدفوع بالأعجاب الوقتى بالفكرة وسار حوالى 500 ميل المسافة بين أور الكلدانيين وحاران وهو رجل عجوز وسارهم وسط صحراء وأخطار وتعب ومشقة وبؤس وعطش وجوع 500 ميل! يعنى المسافة من أسكندرية لغاية أسوان! وسارها كلها والحقيقة كان أنقطع نفسه و أتهد حيله ,وأخيرا وتحت الأحساس بالتعب وعند وصوله لحاران التى كان بها حضارة ومدنية وكل ما فيها من لذة ومن متع ومن غنى وعبادة القمر أيضا ,وقال كفايه نقعد بقى فى حاران ولن أتحرك من هنا ده أنا ما صدقت وصلت للراحة وللمتعة ,يعنى فى الأول كان عنده أعجاب وقتى لكن تحت الأحساس بالتعب النفسى والجسدى لأنه قال هو فين الإله اللى كلم أبرام وبهدلنا البهدله دى وما أستفادناش منه بحاجة وما شفناهوش عمل حاجة وما أدناش حاجة وماشى 500 ميل لما الواحد أتقطع نفسه الجسدى والنفسى وبدأ يشك طيب ما يمكن أبرام لم يرى شىء ويمكن لن نصل لشىء وده مشوار طويل وأنا مش شايف حاجة قدامى , الحقيقة الأنسان عندما يضيع الهدف من أمامه لن يصل لشىء ولذلك أستفانوس قال أن إله المجد ظهر لأبينا أبراهيم يعنى أبراهيم هو اللى شاف الرؤيا وحده وهما قد خرجوا معه لأنهم كانوا مدفوعين بالأعجاب الوقتى ولكن لم يروا أى شىء أمامهم لأنه هو قائد العائلة(تارح) والرؤيا كانت لأبرام ولذلك قصدت أن نقرأ موعظة أستفانوس لكى توضح لنا بعض الأشياء التى قد تبدو غير واضحة ,وهذا هو جمال الكتاب المقدس تجد كل الأجابات والشروح فيه يعنى شارح نفسه بنفسه وغير متناقض أبدا زى بعض الكتب الأخرى !,يعنى لما أبرام قال له عندئذ خرج معه ولما وصل حاران وتحت الأحساس بالتعب وتحت الأغراء بالمتع التى كانت موجودة راح حارن ولم يتحرك منها وفعلا ظل فى حاران حتى مات ,والحقيقة تارح كان الهدف أمامه ضايع ولم يرى أى شىء أمامه ,ويحضرنى مثل ظريف مجموعة من الكلاب خرجت تصطاد أرانب فواحد منها كان بينبح وبيجرى ورا الأرنب ,والكلاب من حوله مش شايفة حاجة لكن كل اللى شافته أن الكلب بيجرى وبينبح فراحت جرت وراه وأخذت تنبح هى الأخرى وبعد شوية تعبت وأنهكها الجرى وسألت نفسها أحنا بنجرى ليه هو أحنا شايفين حاجة ولما لم تجد شىء وقفت عن الجرى ,بينما الذى يستمر فى الجرى بالرغم من التعب هو الأنسان الذى يرى الهدف ,وهذه هى خطورة الأنسان الذى يدخل الحياة الروحية من غير ما يكون ليه هدف ,شاف ناس بتصللى صللى معاهم وناس بتنبح نبح معاهم وناس بترنم رنم معاهم وناس بتصوم صام معاهم ولما جروا جرى معهم ,يعنى عمنا تارح تعب وجاله حالة ملل وهذا ما يصيبنا فى الحياة الروحية الأعياء والملل والزهقان والفتور والكسل وذلك كله لأنه لا يوجد لنا رؤية واضحة لله ولذلك عند تعبنا ما نصدق ونريح وآه لو الأنسان أندهس بين شقى الرحى !وبالنسبة لعمنا تارح هما التعب والأغراء!,فلو هو تعبان من الجهاد الروحى وفى نفس الوقت فى تيار من الأغراء أمامه ,خليك فى حاران ده فى مدنية ومتعة وفى لذة وتأكل وتشرب بدلا من سيرك فى الصحراء ولا أنت عارف رايح فين وعمال تتعرض لتعب وجوع وتغرس فى الرمل وبهدله على الفاضى ,ولذلك أكرر خطورة الأنسان الذى ليس أمامه هدف ولكن أبرام كان أمامه هدف لأنه رأى رؤيا ولذلك كان لابد أن يثقوا فى إله أبرام لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضائه ,والحقيقة كلهم أختبروا ذلك ,فواحد زى لوط رأى أشياء كثيرة بتحدث بواسطة الله مع إبراهيم لكن فى الآخر خسر كل اللى شافه وعلى العموم سنتعرض لشخصية لوط بعدين فى الأصحاحات القادمة ,على العموم هنا يتضح لنا أن هناك ناس بتتأثر بفكرة وبتتحرك وناس أخرى لا تتحرك كتارح ,الموضوع والفكرة كلها أعلنها أبرام ومن تأثر بالفكرة أتنين وباقى أهله وعشيرته تركهم فى أور الكلدانيين ,والحقيقة كان وضوح الرؤيا أمام أبرام وقد يكون راجع لأن هناك شىء بداخله جعله يكمل المسيرة وذلك يتضح مما قرأنا أن أمرأته (ساراى) كانت عاقر ,قد يكون بدأ الطريق أملا فى أن الإله الذى ظهر له أن يعطيه نسل وهذا ما سنراه من الوعد الذى أخذه من الظهور الثانى فى حاران عندما كرر ربنا له الدعوة مرة أخرى ,ولذلك تحت الأحساس بالأعياء الجسدى والأعياء النفسى ,تارح وصل حاران وراح معسكر ومصدق وصمم على عدم الأنتقال من حاران إلى أن مات ,وكل ما أبرام يحثه على إكمال الرحلة يرد تارح خللينا هنا شوية لمدة 30 سنة خللينا شوية حتى كما قلت مات فى حاران ,ولذلك يقول الأباء فى الطريق الروحى بأستمرار
1- أحذر من أن تستمر فى مكان التجربة أو المكان الذى تشعر فيه بالأغراء وأهرب لحياتك
2-وأحذر أيضا من التأجيل ولا تقول بكره بكره بكره لأنك ستموت قبل ما ييجى بكره
3- وأحذر من الأرتداد والعودة للعادات القديمة أو للحياة القديمة قبل كده
ولذلك الأنسان عندما ينحصر مابين التعب وما بين الأغراء لا يستطيع الأحتمال ,والحقيقة أن كل الناس اللى تركوا ربنا أتفعصوا بين حجرى الرحى التعب والأغراء ,بمعنى تعبوا من الحياة الروحية وفى نفس الوقت أمامهم شد وجذب وأغراء بسبب الخطية فأنفعصوا!,وفى تعليق لطيف لدانتى مؤلف كتاب الكوميديا الألهية ,أنه كان بيتكلم عن أى الحيوانات أشرس ضراوة وأشد عنف وفتك ,فتكلم عن ثلاث حيوانات ,الأسد والنمر والذئب ,والعجيب أنه أعتبر الذئب هو أشرس الحيوانات لماذا؟ بيقول لأن الأسد والنمر ليس لديهم ذكاء الذئب ,فالأسد أو النمر يروا الفريسة فيهجمون عليها على طول والفريسة بيكون فيها عافية وقوة وتقعد تعافر معاهم وهم يعافروا معاها! حتى يقتلوها ويأكلوها ,لكن الذئب لا يفعل هكذا ,فالذئب يستمر فى مطاردة الفريسة ,فهى تجرى وهو يجرى ورائها لحد ما يقطع نفسها وبعد ذلك يأكلها بمنتهى الأستسلام ,وهذا ما يحدث لنا أن الخطية تطارد الأنسان ,ونلاقيه يقول أنا بالعافية حأقوم وأصللى وأصوم وحأعمل وحأعمل وحأواجه ,والشيطان يقول لك أنت لسه فيك نفس بتعافر طيب نجرى وراك لحد ما ندوخك وبعد أحساسك بالتعب تصير فريسة سهلة الأفتراس!,ولذلك يحذر من التأجيل والبقاء فى دائرة التجربة ,كما قال ربنا للوط أهرب لحياتك الذى للأسف أدركها متأخر ففقد كل شىء ,المهم أنهم تمركزوا فى حاران وأستمروا إلى أن مات تارح الذى للأسف مات فى منتصف الطريق!
|