9 ثُمَّ ارْتَحَلَ أَبْرَامُ ارْتِحَالاً مُتَوَالِيًا نَحْوَ الْجَنُوبِ. 9 And Abram journeyed, going on still toward the south.
9*فرق كبير جدا بين الناس اللى شفناهم بيبنوا برج وبيبنوا أسم لنفسهم وبين الأنسان الذى يبنى مذبح ,فرق كبير جدا بين اللى كانوا فى بابل وبين أبرام اللى كل ما يروح مكان يبنى فيه مذبح لربنا ,فالآخرين كانوا بيتحدوا ربنا وبيتحدوا أرادته ,بينما أبرام فى كل مكان يعلن أرادة الله ويخضع لمشيئة الله ,والحقيقة فرق كبير جدا بين حياتهم وحياة أبرام ,وأبراهيم أرتحل من أور الكلدانيين إلى كنعان ,وتوقف بعد أور فى حاران ثم أكمل لكنعان ,ويبدأ أبرام يدخل فى علاقة بينه وبين هذا الإله لدرجة أن ربنا يطلق عليه فى أشعياء 41: 8 8وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِسْرَائِيلُ عَبْدِي يَا يَعْقُوبُ الَّذِي اخْتَرْتُهُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِي وأبراهيم خليلى يعنى صديقى وصاحبى ,يعنى وصل فى العلاقة والصداقة بينه وبين الله أنهم الأثنين صارا أصحاب جدا ,ياه يعنى أنت يا أبراهيم تصير صديق ألى الله ,كما يقول خليلى الذى نتسامر مع بعض ونشوف عظمة أبرام أن منتهى أمنية أى أنسان يهودى وأى أنسان أنه يتكأ فين ؟ فى حضن أبراهيم ,لأنه صار أبراهيم أب لكل المؤمنين ,ولذلك الدعوة ليست لأبراهيم فقط ولكن لكل من له أيمان أبراهيم .,وكيف يبدأ ربنا يتعامل معاه فى ضعفاته وهذا ما سنراه تباعا.
الحقيقة أنا عايز أستخلص من الأعداد التسعة بأعلاه أننا رأينا أن ربنا بيلمس أبرام لمسة تانية وبيجدد له الدعوة أنه يخرج معاه وفعلا بيستجيب أبرام للدعوة ويخرج للأيمان والطاعة لأنه كان يثق فى الله وأن الإله الذى دعاه سوف يقدم له كل خير وكل حب فكان فى طاعة متناهية لكلمة ربنا وأستجابة للدعوة السباعية اللى ربنا قالها له ,والحقيقة من اول أبراهيم نستطيع ان نفهم معنى كلمة الدين , ولو سألنا سؤال ما هو الدين أو الديانة ؟ فياترى الدين هو أن الأنسان بيبحث عن ربنا أو بيدور عليه فيقترب إلى الله , الحقيقة أبراهيم بيعطينا مفهوم حلو عن معنى الدين وهو ليس أن الأنسان هو من يبحث عن ربنا وبيحاول يتقرب منه بل على العكس تماما أن الله هو الذى يبحث عن الأنسان وهو الذى يقترب للأنسان وهو الذى يقول للأنسان الطريق , ففرق كبير جدا أنى أبحث عن ربنا الغير محدود وأوقات كتيرة بأفشل فى الحصول عليه ,وبين أن الله هو الذى يعلن ليا ذاته وهو الذى يقودنى لهذا الطريق ,فكانت الدعوة أو الوصية التى رأها هى وصية المسيح أنه يخرج من الأرض ومن العشيرة هى دعوة لكل أنسان أنه يخرج من الحياه التى يعيشها فى الخطية أو من حياة الخطية أو حياة الأنفصال عن الله إلى حياه جديدة يكون فيها أرتباط وعهد بينه وبين الإله والحقيقة لو أردنا أن ننفذ الدعوة ونقبلها فليس معناه أننا سنترك الترك المادى يعنى تخرج من بيتك ومن أهلك ومن عملك فهو لم يقصد ذلك لكن الأهم على الأقل بالنسبة لنا المقصود بعملية الترك هو أياك أن تكون معتمد فى حياتك وسعادتك وفرحك على اللى عندك ,فلا أهلك ولا الناس التى تعرفهم ولا أصحابك ولا المقتنيات التى تمتلكها أو الأرض التى تبنيها ,لكن أستمد معنى حياتك وسعادتك وأستمد كيانك من علاقتك بالله فيكون الله المعتمد الأول والأساسى فى كل أحتياجاتك وفى كل تطلعاتك وكل معاملاتك ولا تربط نفسك بيهم وصحيح هناك علاقة بيهم وصحيح بتحبهم وصحيح بيبقى ليك مقتنيات لكن ليكن أتكالك وأعتمادك يكون على الإله الواحد الذى يدعوك أن تدخل معه فى تجربة أو تدخل معاه فى علاقة حياة شركة جديدة ,ولذلك لما أبراهيم خرج ولم يكن يعلم ألى أين يذهب لم يكن يعرف هو رايح فين ولكن كان عنده ثقة مطلقة أن الذى دعاه لابد أن سيقدم له كل ما هو خير وكل ما هو صالح وكل ما هو حب وسنلاحظ أن وصية ربنا التى أخذها أبراهيم والتى يقدمها ربنا لكل أنسان فينا ,أن وصية ربنا مرتبطة بأستمرار بوعد وليست مرتبطة بمبررات ,بمعنى أن ربنا لما بيقول لينا كلمة ما بيقولش الكلمة علشان كذا وكذا وكذا لكن بيقو لنا الكلمة وبيربطها بوعد ,مثلا يقول آمن بالرب يسوع فتخلص وهذه الوصية أن تآمن بالرب يسوع ولم يقل له آمن بالرب يسوع لأن العقل بيقول أن الرب يسوع هو الذى جاء وتجسد وغيرها من المبررات لهذا الأيمان .ولكن أعطاه الوصية وربطها بوعد أى الأيمان مرتبط بالخلاص وهنا آمن فتخلص وعندما قال بع كل ما لك ,لم يعطى مبررات ليه تبيع كل الذى لك ,ولكن قال بع كل ما لك فيكون لك كنز فى السماء ,يعنى كلمة ربنا ليست مصحوبة بمبررات ولكن دائما مصحوبة بوعود للأنسان الذى يقبلها ويعيشها ولو رحنا لكورونثوس الثانية 6: 17 17لِذَلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِساً فَأَقْبَلَكُمْ،وربنا هنا لم يعطى مبررات للأعتزال ولكن أعطى لهم وعد بأن يكون لهم إلها ويقبلهم ويكونون لله بنين وبنات ,وهذا كما نرى وعد ,أخرجوا من الحياه القديمة فأكون لكم إلها فى الحياه الجديدة ,وكان أختيار الله لأبراهيم كما سنرى ليس مجرد أختيار لأبراهيم لشخصه فقط ولكن فى أختيار الله لأبراهيم هو أختيار لكل العالم ,يعنى الله كان مختار العالم كله فى شخص أبراهيم وكما سنرى فى رسالة بولس الرسول لروميه 4: 16 16لِهَذَا هُوَ مِنَ الإِيمَانِ كَيْ يَكُونَ عَلَى سَبِيلِ النِّعْمَةِ لِيَكُونَ الْوَعْدُ وَطِيداً لِجَمِيعِ النَّسْلِ. لَيْسَ لِمَنْ هُوَ مِنَ النَّامُوسِ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً لِمَنْ هُوَ مِنْ إِيمَانِ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي هُوَ أَبٌ لِجَمِيعِنَا. أن الوعد وأن الأيمان بكل هذه الخيرات ليست لأبراهيم لكن لكل من يكون له أيمان أبراهيم ,يعنى هذه الحكاية لم تكن لفرد بالذات فقط لكن الله كان مختار العالم كله فى شخص أبراهيم ,الذى لم يكن يتطلع إلى الوعد فقط بقدر ما كان متطلع إلى صاحب الوعد ولذلك يقول فى روميه 4: 21 21وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضاً.يعنى صاحب الوعد قادر أن يوفى كل وعوده .