33 "إِسمَعوا مثلاً آخَر: غَرَس رَبُّ بيت كَرْماً فسيّجه،
وحفَرَ فيه مَعصَرَةً وبَنى بُرجاً، وآجَرَه بَعضَ الكرَّامين ثُمَّ سافَر".
"سافَر" فتشير إلى تنقُّلِ مِنْ بَلَدِهِ، وهي تدل على علاقته بالكّرامين كعلاقة من هو مسافَر عنهم في رحلة بعيدة ليس ابتعادًا، وإنَّما إعطاء الكرَّامين فرصة الحرية في العمل والإبداع بسبب ثقته بهم. وفي الواقع، كان مهتمّا بكرْمه، ويشغِل ذهنه به. ويرمز حضور رَبُّ الكَرْم وسفره إلى وجود الله واحتجابه، كما كان الحال في مسيرة الشَّعب في صَحراء سيناء حيث ظهر الله للشَّعب أربعين سنة بعلامات مختلفة (عمود سحاب والنار والمن) ولكن بعد إقامتهم بأرض كنعان احتجب عنهم. تكشف هذه الآية حُب واهتمام رَبُّ البَيْت واعتناءه بكَرْمه وتسليمه للعمّال جاهزًا. أنه عمل كل ما يُمكن عمله من أجل أن يُعطي كَرْمه ثمارًا. وكان ينتظر هذه الثمار بفارغ الصَّبر.