رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لــه اسمعـــوا وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً .. وَصَارَ صَوْتٌ ..: هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا ( لوقا 9: 29 ، 35) في مشهد التجلِّي نرى ما تفعله الصلاة؛ فالصلاة تُحدد موضوع حديثنا، وتجعل موضوع مشغوليتنا هو آلام المسيح وعمله على الصليب «خروجه الذي كان عتيدًا أن يُكمِّلَهُ في أُورشليم» ( لو 9: 31 )، فهذا هو موضوع حديث موسى وإيليا على جبل التجلِّي، وهو مشغولية الناموس والأنبياء في كل الكتاب. وفي الصلاة نسمع صوت الآب لنا، وهو يُوجِّه أنظارنا إلى ابنه الحبيب الذي هو وحده موضوع مسرَّته الكاملة. ففي مشهد التجلِّي الجليل نسمع لأول مرة وصية من الآب للبشر مباشرةً. وصية تتكون من كلمتين فقط؛ فبعد أن أشار إلى ابنهِ الحبيب الذي وجد فيه كل السرور، نجده يُوجِّه وصية للتلاميذ قائلاً: «له اسمعوا». سمع التلاميذ المسيح وهو يُكلِّمهم عن وصية الآب له، وسمعوه في صلاته المدوَّنة في يوحنا 17 وهو يُوصي الآب بخصوصهم، لكن في هذه المرة أُتيحت الفرصة لبعض التلاميذ أن يسمعوا وصية من الآب مباشرة، وعلى مسمَع مِن الذين في السماء. ويا لها من وصية قصيرة لكنها تقول الكثير جدًا! كأن الآب يُريد أن يقول لهم: عندما يفتح الابن الحبيب فاه ليُعلِّم «له اسمعوا». لقد سمعتم ما قاله موسى وإيليا؛ سمعتم ما يقوله الناموس والأنبياء، أما الآن فعيونكم وآذانكم تستحق التطويب، ففرصتكم الجليلة قد حانت بوجود ابن الله بينكم: «له اسمعوا». إنه الابن الوحيد الذي في حضن الآب، الذي يُخبركم بكل ما في قلب الآب الرحيم من محبة وصلاح: «له اسمعوا». إنه موضوع سروري الذي أتلَّذذ بحديثه، وحديثه يلهب قلوبكم بأقدس المشاعر، ويؤجج المحبة في دواخلكم. حديثه الحلو يأسر العقول والقلوب، عندما تسمعونه ستمتلئ قلوبكم ابتهاجًا، فصوته الرقيق اللطيف يجلب الفرح والتعزية: «له اسمعوا». ولن تجدوا شخصًا يتكلَّم بسلطان، وفي الوقت ذاته تنسكب النعمة على شفتيهِ، إلا ذلك الابن الحبيب المملوء نعمةً وحقًا «له اسمعوا». عندما تسمعونه يقول: «قوموا، ولا تخافوا» ( مت 17: 7 )، فإنه يُهدئ نفوسكم المضطربة، ويُبدِّد مخاوفكم، ويُشدِّد قواكم، ويُجدِّد طاقتكم. لذا «له اسمعوا». عندما يقول: «دُفِعَ إليَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتَلمِذوا جميع الأُمم» ( مت 28: 18 ، 19)، «له اسمعوا». إن كل العزاء وكل السلام، وكل الأمان في الاستماع له. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قــد نؤذيْ أنفسنآ, ونرتكب بعض الحماقات أحياناً فقط لـِ نُرضيْ من دقْ القلب لــه |