* * *
إن المؤمن الذي ارتبط بالمسيح، وامتلك الطبيعة الجديدة والحياة الإلهية الجديدة بالولادة من الله، وسكن فيه الروح القدس، وتمتع بغفران الخطايا والتبرير والسلام مع الله، وتحرَّر من عبودية الخطية ومن قبضة إبليس؛ سيكتشف من اللحظة الأولى للتغيير الذي حدث فيه، أنه أصبح كائنًا غريبًا على الجو الذي يحيط به، وأن الحياة المسيحية ليست سهلة، لكنها تحتاج إلى جهاد مستمر، وأن الطريق شائكٌ وليس مفروشًا بالورود، وأنه في ميدان معركة وعلى أرض خشنة، وله أعداء أقوياء يقفون ضده. وسيكتشف أنه كائن ضعيف في ذاته أمام هؤلاء الأعداء الجبابرة الذين يحاولون تفشيله وتحطيمه، تعكير صفوه وتكديره، إزعاجه وتشكيكه، إعاقته وتعطيله، تشتيته وإبعاده عن الهدف الذي أوجده الله من أجله والخطة التي رسمها له، حرمانه من الطعام الروحي وإضاعة تأثير كلمة الله على ضميره، إغراءه وخداعه حتى يسقط في الخطية، ثم إذلاله وتعييره، والشكوى على ضميره من جهة الله، وتشويه شهادته أمام الناس. ومع تكرار السقوط ومرارة الهزيمة وشماتة العدو، سيكتئب وينوح على نفسه أو ييأس ويستسلم للعدو إذا شعر أنه لا أمل في النصرة.
* * *