رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَحَاطُوا بِي مِثْلَ النَّحْلِ. انْطَفَأُوا كَنَارِ الشَّوْكِ. بِاسْمِ الرَّبِّ أُبِيدُهُمْ [12]. يرى الأب أنسيمُس الأورشليمي أن كنيسة المسيح هي النحلة الحكيمة التي مع صغرها تنتج عسلًا وشمعًا. أما الهراطقة، فإنهم يحاولون التشبه بالكنيسة لكي يبثوا عقائدهم الخاطئة. إنهم ليسوا نحلًا، وإنما "مثل النحل". * إن النحلة بصيغة المفرد التي كُتب عنها في سفر الأمثال هي كنيسة المسيح، لأنها تنتج عسلًا وشمعًا، وينتفع بها الملوك والعامة. تعاليمها لذيذة ومعتقداتها الإلهية مستقيمة. وقد شُبهت بالنحلة، لأن النحلة مُكرمة بسبب حكمتها، وهي صغيرة الحجم، لكنها قوية بشوكتها التي تلدغ بها من يهجم لإتلاف عسلها. كذلك كنيسة المسيح قبلت الحكمة وأكرمتها... ويُظن أنها صغيرة لعدم استعمالها العلم العالمي (الفلسفة)، لكنها بكلمة الحق تشق وتُمزق كلمة الهراطقة الذين يهاجمونها لإفساد تعليمها. هذه النحلة واحدة وفريدة، أما الهراطقة فكثيرون، ولم يدعُهم النبي نحلًا، بل مثل النحل، لأنهم زنابير يشبهون النحل وليسوا نحلًا. إنهم لا ينتجون عسلًا ولا شمعًا يُنتفع به، بل يفسدون عمل الخير، ويجتهدون على إتلاف ما كان جيدًا. وأيضًا دعاهم مثل النحل، لأن بكلامهم المموه يلذذون السماع، ويصنعون عسلًا ينقط من شفتي الزانية كما قال الحكيم. وعندما يلدغون بشوكتهم يهلكون أنفسهم ويبادون. فأقوال هؤلاء تترضض مثل الشوك؛ وتنسحق تحت مداس الأقوياء بالمسيح، ويحترقون بها في نار لا تُطفأ. إنهم يهجمون على النفس بالشهوة والغضب بشدة، ويوقدوا حريقهم السريع كالنار في أشواكهم، لكن الصديق يقهرهم بقوة الرب الإله. الأب أنسيمُس الأورشليمي * "حينئذ جاءوا وألقوا الأيدي على يسوع وأمسكوه"، فتم القول النبوي: "أحاطوا بي مثل النحل بالشهد، وتوقدوا كالنار في الأشواك" (مز 118: 11)، وأيضًا: "قد أحاطت بي كلاب كثيرة، ثيران سمينة أحدقت بي" (مز 23: 12). فيا للصبرٍ الذي يليق بالمخلص وحده! في السماء الكاروبيم والسيرافيم لا يجسرون على التحديق بمجده الذي لا يُحد، بل يسترون وجوههم بأجنحتهم كأنما بأيديهم، بينما على الأرض تقبض على جسده أيدٍ متعدية على الناموس، وكان هو صابرًا! هل رأيتم عظمة طول أناة السيد، ومحبة ذاك الذي أنتم عبيده؟ القديس يوحنا الذهبي الفم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|