رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَأَعفِنَا مِنْ خَطايانَا، فَإنَّنا نُعفي نحنُ أيضًا كُلَّ مَنْ لَنَا عَليه (لوقا 4:11) فالعَبدُ خَافَ عِقابَ مَولاه، فَأخَذَ يَتَوسَّلُ إليهِ ويرجوه العَفو. ولَكِنَّه بَدلًا مِنَ الْمُعَامَلَةِ بالْمِثل، أَمسَكَ بِعُنُقِ أَخيه، رَافِضًا أنْ يغفِرَ لَه! وهَذهِ هيَ قِمُّةُ الجُحودِ وَالنَّذَالَة. أنْ تَطلُبَ مِنَ اللهِ شَيئًا وتحصُلَ عَليه، وَتَرفضُ أَنْ تُعطيهِ لِغَيرك وهوَ عِندَك، عِندَمَا يَطلُبُهُ مِنك! أَنْ تَتَوسَّلَ إلى الله، أو إلى مَنْ أَسَأتَ إليه، بأَنْ يَغفِرَ لَكَ زلَّتَك، وأنت تحجِمُ عَنِ الْمَغفرةِ لِمَنْ أَسَاءَ إلَيك. لِمَاذا تَنتفِضُ فَينَا مَشاعِرُ التَّذلُّلِ والتَّوسُّلِ عِندَمَا نُسيء، وتَصحو فينَا مَشاعِرُ الكِبرياءِ عِندَمَا يُسَاءُ إلينَا؟! لِأنَّنَا بِبَساطَةٍ نَطلبُ الْمَغفِرةَ بِدافعٍ منَ الخَوفِ، لا بدافعٍ مِنَ الْمَحبَّة. فَلو كُنَّا نُحبُّ اللهَ فِعلًا، لاسْتَطعنَا أنْ نَعفُوَ عَمَّن أَساءَ إلينا. ولكِنّنَا نَسعَى بِكُلِّ السُّبُلِ لإذلالِ الطَّرفِ الْمُسيء، وتمريغِ كَرَامتِه بالأرض، إلى أنْ تَرتَوي فينَا مَشَاعِرُ الكِبرياءِ والحِقدِ والانتِقام. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|