إني أترك لقارئي العزيز، أن يتجوّل ببصره وبصيرته، في كل أرجاء الكتاب المقدس، ليفهم أن في كل عمل عظيم أو مشروع مبهر، كان فيه الله يعمل “ما عليه”، ويترك للإنسان أن يعمل “ما عليه” أيضًا، ليس لأنه لا يقدر أن يقوم بدور الإنسان، حاشا، ولكن لأنه يريد أن يستخدم الإنسان إرادته، ويدرِّب نفسه للقيام بمسؤوليته، فكما قال بولس «اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ»، قال لنا بعدها «فاِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ» (فيلبي2: 13، 14). لذا فعلينا أن نترك فورًا دروشتنا، ونحطِّم بأنفسنا شرنقتنا التواكلية، وننطلق للمشاريع الإلهية المُعَدّة لنا، ونكتشف روعة أن الله يعمل “ما عليه”، وأن نعمل نحن أيضًا “ما علينا” عالمين أن الله يعطينا كل ما يلزمنا لنتمم ذلك!!