كلمة الله هى طعام المؤمن، ومن خلالها يشبع ويفرح بالرب. وهي تُقوِّم طريقه، لذلك صارت لذته وابتهاجه. قال المرنم: «لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً. فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ» (مزمور1: 2، 3). وكلمة «يلهج» تعني “يتأمل”. والمؤمن ليس فقط يقرأ كلمة الله لكن يتأمل فيما يقرأه ويشبع به، ويفكِّر كيف يستفيد بها ويطبقها في حياته نهارًا وليلاً.
في أحد المؤتمرات كنت في حجرة واحدة مع أحد خدام الرب المباركين، وأثناء نومه كان يردِّد أجزاءً من كلمة الله، وذلك لأنه طول النهار كان يدرس الكتاب.
أوصى الرب يشوع قائلاَ: «لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهارًا وليلاً لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تٌصلح طريقك وحينئذ تٌفلح» (يشوع1: 8).
لقد كان داود رجل الله يحب كلمة الله فقال: «بوصاياك ألهج»، «كم أحببت شريعتك. اليوم كله هي لهجي»، «شهاداتك هي لهجي»، «ألهج بأقوالك» (مز119: 15، 97، 99، 148).
ليعطنا الرب أن نحب الكتاب؛ فنقرأه، ونفهمه، وندرسه، ونحفظه، ونطبِّقه على حياتنا، ونلهج فيه نهارًا وليلاً.