منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 09 - 2023, 09:16 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,120

مزمور 111 | المعرفة والتأمل في أعمال الرب



المعرفة والتأمل في أعمال الرب

أعمال الله عظيمة وعجيبة، تُعلِن عن أسرار حبه وحكمته وقدرته.

يليق بنا في إعجابنا بالخليقة أن نلتصق بالخالق الكلي الحب والرحمة.




عَظِيمَةٌ هِيَ أَعْمَالُ الرَّبِّ.
مَطْلُوبَةٌ لِكُلِّ الْمَسْرُورِينَ بِهَا [2].

جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية:

"عظيمة هي أعمال الرب، ومشيئاته كلها مفحوصة".
ما هي أعمال الرب التي يُسر بها المؤمنون؟

خليقته الجميلة، ورعايته الفائقة، ونعمته الغنية.
يقف المؤمنون في دهشة أمام حكمة الله وحنوه وقدرته.
إنه الخالق القدير والأب المملوء حبًا.
أعمال الله العظيمة والعجيبة تبعث روح الرجاء في الشعب للتمتع بخلاص الله.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم

إن المرتل على ما يبدو يتحدث عن كل المخلوقات أنها تعلن حكمة الله،
وأنه يُدَبِّر كل العجائب والمعجزات في مناسبات كثيرة
من أجل الجنس البشري. إنه يأمر النار والبَرَدْ والثلج والرياح
العاصفة فتُتمم أوامره (مز 104: 19-20).
كل المخلوقات ليست فقط تُتمم ما خُلقتْ لأجله حسب الطبيعة
التي أوجدها عليها، بل وحينما يأمرها تُتمم ما هو على غير طبيعتها.
[كمثال أعطى أوامر للبحر ليس فقط ألا يُغرِقُ أحدًا، حسب طبيعة

عمله، وإنما يستبعد أمواجه ويسمح لجمهور اليهود أن يعبروا
في أمان أكثر مما لو كانوا على صخرة (خر 14: 21-22).
والأتون ليس فقط ألا يُحرِقُ، وإنما يُقَدِّم ندى خفيفًا (دا 3: 50 تتمة دانيال).
الوحوش المفترسة ليس فقط تمتنع عن أن تأكل بل قامت
بدور الحراس في حالة دانيال (دا 6: 22). وحش البحر (الحوت)
لم يمتنع عن افتراس راكبه (يونان) بل وحفظه في أمان (يونان 1: 17؛ 2: 10).
الأرض ليس فقط لم تُعطِ ثباتًا للسير عليها بالأقدام،
بل انشقت بأكثر خطورة من البحر وابتلعت داثان وجماعة ابيرام (عد 16: 31-32).]
يؤكد القديس يوحنا الذهبي الفم
أن الله خالق الموجودات يتركها تعمل حسب الطبيعة التي خلقها
عليها وتحترم ناموسها، وهذا من فضل رعايته وعنايته بنا،
ولكن عند الضرورة يأمرها لتعمل على خلاف طبيعتها،
وهذا أيضًا من أجل عنايته الإلهية بنا.




جَلاَلٌ وَبَهَاءٌ عَمَلُهُ،
وَعَدْلُهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ [3].

يهتم الله بكل كبيرة وصغيرة، حتى شعور رؤوسنا محصية أمامه.

إنه يعمل بكونه الله، ففي أصغر أو أبسط أعماله يترك لمسات قدرته
وبهائه عليها. كل أعماله ومعاملته تكشف عن برِّه الإلهي الدائم إلى الأبد.
يرى القديس أغسطينوس

أن عمل الله المملوء جلالًا وبهاءً هو تبرير الفجار.
[ربما عمل الإنسان يمنع هذا العمل المجيد لله، لكنه إذ يعترف
بخطاياه يتأهل أن يتبرر... هذا هو عمل الرب المجيد،
فإن من يحب كثيرًا يُغفَر له الكثير (لو 7: 42-48).
هذا هو عمل الرب المجيد، لأنه "حيث كثُرتْ الخطية،
ازدادت النعمة جدًا" (رو 5: 20). لكن ربما يستحق إنسان
أن يتبرر بالأعمال. يقول: "ليس من أعمالٍ كيلا يفتخر أحد.
لأننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمالٍ صالحة" (أف 2: 9-10).]
* "عدله قائم إلى الأبد". ما يقصده بقوله هنا هو هكذا:

لا تيأسوا مهما ظُلمتم، فإنكم تنالون حقوقكم حتى إن انتهت حياتكم.
فستستلمون مكافأة أتعابكم عند رحيلكم من هنا.
وأنتم أيضًا لا تبتهجوا يا من تسرقون وتشتهون وتسعون
وراء كل شيءٍ، حتى وإن انتهت حياتكم في سلام،
فستُقَدِّمون حسابًا كاملًا عند رحيلكم من هنا، ستدفعون ثمن شروركم.
الله كما ترون موجود إلى الأبد، يمارس عدله وبعد مجيء
المسيح... وما يحدث حتى اليوم...
إنكم تلاحظون عجائب كثيرة تحدث في بيوتكم وخارج البيوت.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* فسَّرَ الذهبي الفم كلمة: "عدله قائم إلى الأبد" هكذا:

إنك يا هذا إذا رأيت الصالحين يتأذون، والخبثاء يسعدون
في هذا العمر الحاضر لا تضجر. لأن عدله وحكمه مذخران
وباقيان إلى الدهر العتيد، الذي هو دهر الدهور.
فإذًا كلمة "قائم" اتخذها القديس بمعنى باقٍ ومحفوظ.
الأب أنسيمُس الأورشليمي




صَنَعَ ذِكْرًا لِعَجَائِبِهِ.
حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ هُوَ الرَّبُّ [4].

كل ما يصنعه القدير عجيب ومدهش، لا يفارق ذاكرة المؤمن.

أما ما هو بالحق أخَّاذ، فهو حنانه ورحمته.
* قوله: "صنع ذِكْرًا لعجائبه" معناه أن عجائب الله التي صنعها

قديمًا لبني إسرائيل، وصنعها أخيرًا عندما أتي إلى العالم بالجسد،
كلها لا يزال ذِكْرها مؤبدًا.
الأب أنسيمُس الأورشليمي





أَعْطَى خَائِفِيهِ طَعَامًا.
يَذْكُرُ إِلَى الأَبَدِ عَهْدَهُ [5].

يرى البعض أن هذا المزمور يُسبَّح في الاحتفال بالفصح،

وأن الطعام هنا يُقصد به الفصح نفسه.
غير أن الكتاب المقدس كثيرًا ما يعني بالطعام كما بالمن
والخبز والماء الطعام الروحي والشراب الروحي.
يود الله دومًا أن يُشبِعَ أبناءه، فلا يجوعون إلى شيءٍ من أمور

العالم، كما يؤكد دومًا أمانته في وعوده وعهوده
التي يجددها مع شعبه ومؤمنيه.
طعام عجيب معجزي، يقول عنه النبي:

"جعل ذكرًا لعجائبه. حنَّان ورحيم هو الرب. أعطي الذين يتقونه
(يخافونه) غذاء، ذَكَرَ ميثاقه إلي الأبد" (راجع مز 111: 4-5).
إنها معجزة المعجزات أن يُحوِّلَ الخبز والخمر إلي جسده ودمه
الكريميْن. وهو غذاء الروح، يهب الحياة لمن يتقونه،
غذاء سماوي، غير مائت، شجرة الحياة التي يقتطف منها المؤمن
ثمرة محيية، والمن العقلي الحقيقي المُخفَى، دواء الحياة
الذي يقاوم الضعف والمرض، ويقوينا في الحرب ضد الشيطان والخطية.
وفي نفس الوقت نجده ذكرى ميثاق وعهد أبدي،
تعهد فيه الرب أن يحبنا ويُنْمينا وينعش نفوسنا.
قال مخلصنا: "أنا هو خبز الحياة. آباؤكم أكلوا المن في البرية

وماتوا. هذا هو الخبز الحيّ الذي نزل من السماء.
إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا سأعطيه
هو جسدي الذي سأبذله عن حياة العالم... الحق الحق أقول لكم:
إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان، وتشربوا دمه، فلا حياة لكم
في أنفسكم... من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد" (يو 6: 48-59).
* لماذا يشير هنا إلى خائفيه؟ أقصد أنه لا يطعمهم وحدهم.

اذكروا إنه يقول في الإنجيل: "يُشرِقُ شمسه على الأشرار
والصالحين، ويُمطر على الأبرار والظالمين" (مت 5: 45)...
الطعام الذي يشير إليه هنا يبدو لي ليس طعامًا جسديًا بل طعام
النفس. لهذا السبب يتحدث هنا عن خائفيه. إنه خاص بهم.
أنتم ترون كما أن الجسد يُقات هكذا النفس أيضًا.
والدليل على أنها تُقات، أنصتوا إلى هذا: "ليس بالخبز وحده يحيا
الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت 4: 4؛ تث 8: 3).
هكذا يشير إلى هذا الطعام، الذي يعطيه على وجه الخصوص
لخائفيه: التعليم بالكلمة، والوصية، وكل القيَّم الصادقة .
* "يذكر إلى الأبد عهده"... إنه يُظهر أن الخيرات التي يتمتعون

بها ليس لأجل استحقاقاتهم، وإنما من أجل محبة سلفائهم
ومن أجل العهود التي أقامها معهم. لذلك يقول: "يذكر عهده
معهم"؛ هذا ما أمرهم به موسى أن يراعوه عند دخولهم أرض الموعد.
"يقول لهم أن يذكروا عندما يبنون مدنًا عظيمة ويحيطون أنفسهم
بممتلكات كثيرة ألا يقولوا إنه بسبب برَّهم قد بلغوا هذا الطريق،
بل من أجل العهود مع آبائهم. ليس شيء أشر من العجرفة،
لهذا لا يكف الله عن أن ينزعها في كل مناسبة .
القديس يوحنا الذهبي الفم
* "أعطى خائفيه طعامًا". أطعم إيليا حين كان جائعًا.

وأمطر منًا في البرية لليهود... الطعام الذي أعطاه كان الخبز
النازل من السماء، يُطْعِمنا به إن كنا مستحقين. كم من شهداء
في الحقيقة هلكوا من الجوع (جسديًا)، لكنهم الآن مع الرب .
القديس جيروم
* تحقق قوله: "أعطى خائفيه طعامًا" عندما أمر الغراب أن يأتي

إلى إيليا النبي بطعامٍ، خبز في الصباح ولحم بالمساء.
وأيضًا أخذ حبقوق النبي من أرض فلسطين إلى بابل غذاء
إلى دانيال النبي (دا 14: 32-38). وكذلك الذين اجتمعوا
إليه في البرية، حيث بارك الخبزات وأشبعهم.
وأيضًا الميثاق الذي عاهده بأنبيائه في دعوة الأمم،

ذكره وتممه بواسطة رسله، وهم أخبروا الذين آمنوا به،
وصاروا شعبه.
الأب أنسيمُس الأورشليمي
* إننا نتغذى بجسد المسيح ودمه.
العلامة ترتليان
* في الكنيسة شجرة الحياة الحقيقية، أي جسد المسيح ودمه،

اللذان قال المسيح عنهما إن من يأكل جسدي ويشرب دمي يحيا إلي الأبد.
أنبا ساويرس
(أسقف الأشمونيين)

* إنها لأمورٍ صالحةٍ بالحق، هذه التي تدوم ولا يمكن

أن تتبدد بأي تغيير في زمان أو عمر .
القديس أمبروسيوس
* ماذا أيضًا تفيد مخافة الرب سوى أن الرب السخي

والرحيم يعطي طعامًا لخائفيه؟ طعامًا لا يفسد، "الخبز النازل
من السماء" (يو 6: 27، 51) الذي لا يعطيه عن استحقاقاتنا الذاتية.
القديس أغسطينوس






أخْبَرَ شَعْبَهُ بِقُوَّةِ أَعْمَالِهِ،
لِيُعْطِيَهُمْ مِيرَاثَ الأُمَمِ [6].

إذ يعبد الأمم الأوثان عوض تمجيدهم الخالق،

يسحب منهم عطاياه ليهبها ميراثًا لشعبه المؤمن.
كثيرًا ما يشعر المؤمنون بعنف العالم ضد كنيسة الله،

ويبدو كأن الله لا يتحرك. لكنه في الوقت المُعيَّن يخبرهم عمليًا بقوة أعماله، فيرثون الأمم. هذا ما اختبرته الكنيسة الأولى
حين كان شاول الطرسوسي لا يكف عن مقاومتها بكل السُبُلِ
وفي كل مكان يتتبع المؤمنين لكي يضطهدهم. لكن ربنا يسوع
في الوقت المُعيَّن حوَّل طاقات شاول المُدَمِّرة
إلى قوة للعمل والخدمة لحساب كنيسة المسيح.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصلاة والصمت والتأمل والتعمق في سر محبة الرب لنا
مزمور 111 | المعرفة ومخافة الرب
مزمور 111 | مخافة الرب طريق المعرفة
المعرفة والتأمل في الإلهيات
مزمور 111 (110 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - مخافة الرب طريق المعرفة


الساعة الآن 12:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024