رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن مارمينا العجايبي وقد كان شابا صغيرا حينما استشهد لم يكن يتعدي الثالثة والعشرين من عمره أو ربما أقل، في هذه السن المبكرة وبعد أن صار مار مينا واليا وحاكما حل محل أبيه، لكنه لما رأي أن اسم المسيحي مضطهد، وأن دقلديانوس قد كفر بالمسيح، وأنه أراد أن يضطهد كل من يؤمن باسم المسيح، لم يقبل مارمينا علي نفسه وهو وإل أن يبقي هكذا مخفيا نفسه، ولا يعلم الإمبراطور بأمره، فأراد أن يعلن إيمانه بالمسيح وينادي نفسه مسيحي، ولا ينكر اسم سيده ولا يختبيء تحت إغراء بأنه حاكم أو وال، ولا حتى بقبول الإغراءات التي عرضها الإمبراطور عليه حتى ينكر اسم المسيح فرفضها جميع، طرحها أرض، احتقرها بأباطيل العالم، لم يكن لهذه المراكز ولا المناصب إغراء ولا جمال ولا لذة بالنسبة له، لأنه في باطنة عابد لربه عابد لسيده ويعلم كرامته، لذلك أبي مارمين، أبي كل الإغراءات وكل المناصب وكل الوعود التي وعد بها في سبيل أن ينكر المسيح، أبي كل هذا وذهب متعبدا وطرح ملابس الجندية ليعلن تمرده علي الإمبراطور، وليعلن تبعيته لملك آخر يسوع المسيح، ولابد له أن يدفع الثمن، ودفع الثمن غاليا من دمه، ولكن نفسه لم تكن ثمينة عنده حتى يتمم بفرح سعيه والخدمة التي قبلها من الرب يسوع. هذا الشاب يقف أمامنا مثلا للشباب، يقف صامتا معلما بصمته وبعمله، يقف ليدين أصحاب المراكز والمناصب الذين يبيعون المسيح من أجل منصب أو من أجل كرامة أو ليتفادوا اضطهادات تقع عليهم من أجل المسيح، هذا الشاب الصغير يقف ليدين كل من تحدثه نفسه بأن ينكر سيده أو يتنكر له، أو يجبن لسبب أو لآخر عن أن يعلن تبعيته للمسيح أنه نصراني، نحن في أيامنا هذه وفي الأيام المقبلة نحتاج إلي طراز مارمينا وإلي طراز الشهداء، أيام ستأتي يمتحن فيها إيماننا بالمسيح.نحن مقبلون علي زمن، نحن في الأيام الأخيرة، وهناك وسائط ووسائل متنوعة يتحدون بها المسيح، المسيح الآن في مركز التحدي بصور مختلفة سواء كنتم تشعرون أو لا تشعرون، الشيطان يسخر كل قواته وسوف تتفاقم هذه الشدائد لتحدي المسيح قبل أن يأتي في مجيئه الثاني. فأنتم الآن أيها الأقباط أمامكم فرصة لتتنبهوا، ولتعلموا أنه سيمتحن إيمانكم ويمتحن صبركم وستمتحن محبتكم لربكم وتبعيتكم للمسيح الإله.اتخذوا من مارمينا، ولنتخذ من سائر الشهداء الذين قبلوا التحدي، ولو علي حساب سعادتهم المادية، ولو علي حساب المناصب والمراكز والمال والكرامة البشرية لكن من أجل اسم المسيح احتملوا، والمسيح لا ينسي تعبكم، ليس بظالم، كل من أنكره سينكره المسيح في مجيئه الثاني، وكل من يعترف به سيعترف به في مجيئه الثاني حينما يأتي ليدين الأحياء والأموات. نعمة ربنا يسوع المسيح تشملنا جميعا وله الإكرام والمجد إلي الأبد آمين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله فيهتم بكل نفسٍ، فهي ثمينة عنده |
إن من يعيش لمجد الله لا يحتسب لشيء ولا نفسه ثمينة عنده |
محب الحق لا مانع عنده أن يدين نفسه |
لا أحد فينا عنده كفاية ليخلص نفسه؛ |
لا احد فينا عنده كفايه ليخلص نفسه. |