منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 09 - 2023, 11:15 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,966

الإنباء بصليب يسوع






الإنباء بصليب يسوع



بعد إعلان بُطرس لإيمانه في قيصرية فيلبس (متى 16: 13 – 20) بألوهية المسيح أصبح إيمان التَّلاميذ ثابتًا وكافيًا، لإعلان يسوع عن صلبه وآلامه "بَدأَ يسوعُ مِن ذلِكَ الحينِ يُظهِرُ لِتَلاميذِه أَنَّه يَجِبُ علَيهِ أَن يَذهَبَ إلى أُورَشَليم ويُعانِيَ آلاماً شَديدة مِنَ الشُّيوخِ وعُظَماءِ الكَهَنَة والكَتَبَة ويُقتَلَ ويقومَ في اليومِ الثَّالث" (متى 16: 21). وقد استخدم الرُّومان الصَّلب لإعدام العبيد عقاباً لهم عن أشنع الجرائم، ولإعدام الثُّوار في البلاد المحتلة. وكان يُعلَّق عليه المجرم حتى يموت من الجوع والعطش والإجهاد. ويُعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم " في الماضي كان الصليبُ رمزًا للعقاب، أمّا اليوم فهو رمزُ الشَّرف. في الماضي كان رمزًا للإدانة، أمّا اليوم فهو مبدأ الخلاص، لأنّه مصدر خيرات لا محدودة: لقد نجّانا من الخطيئة، وأنارَنا في الظلمات، وصالَحَنا مع الله. أعادَ الصليب ربط أواصر صداقَتِنا به، وقرَّبَنا إليه من جديد. فالصليب دمار للكراهية، وضمانة للسلام"(عظة عن الصليب وعن اللصّ). الصليب فخر بولس الرَّسول: "فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (غلاطية 6: 14).



كان الذي يُعلَّق على الصَّليب يُحسَب ملعونًا من الرَّبّ حسب المُعتقدات اليهودية، كما جاء في سفر التثنية "وإِذا كانَت على إِنْسانٍ خَطيئَةٌ تَستَوجِبُ المَوت، فقُتِلَ وعلَّقتَه على شَجَرَة עֵץ، فلا تَبِتْ جُثَّتُه على الشَّجَرَة، بل في ذلك اليَومِ تَدفِنُه، لأَنَّ المُعَلَّقَ لَعنَةٌ مِنَ الله" (تثنية الاشتراع 21: 22-23). لذلك فقد جاء المسيح "وافتَدانا مِن لَعنَةِ الشَّريعة، إِذ صارَ لَعنَةً لأَجْلِنا، فقَد وَرَدَ في الكِتاب: "مَلْعونٌ مَن عُلِّقَ على الخَشَبَة ξύλου " (غلاطية 3: 13). إذاً، فهذا الصَّليب الذي كان أداة التَّعذيب وعلامة اللعنة صار أداةً للخلاص والفداء، ولكنه ما زال "عِثارٍ لِليَهود وحَماقةٍ لِلوَثنِيِّين، وأَمَّا لِلمَدعُوِّين، يَهودًا كانوا أَم يونانِيِّين، فهُو مسيح، قُدرَةُ اللّه وحِكمَةُ اللّه،" (1 قورنتس 1: 23-24). لقد ضحَّى يسوع بحياته على الصَّليب من أجل خلاص البشرية محبةً لهم (يوحنا 19: 26). ويُعلق البابا بندكتس "إن الصَّليب هو الإعلان المُؤكد للمحبَّة والرَّحمة الإلهية".



أشار مرقس الإنجيلي أيضًا في هذا الإنباء إلى المعاملة السيِّئة التي لقيها يسوع " فَيسخَرونَ مِنه، ويَبصُقونَ علَيه ويَجلِدونَه ويَقتُلونَه، وبَعدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ يَقوم" (مرقس 10: 34). ويتطابق موت المسيح مع نبوات دانيال. فالمسيح يجب أن يُقتل " يُفصَلُ مَسيحٌ ولا يَكونُ لَه" (دانيال 9: 26) ثم يأتي وقت ضيق " تكونُ شَناعَة الخَراب" (دانيال 9: 27)، وسيأتي أخيرًا في المَجْد " فإِذا بِمِثلِ آبنِ إِنسان آتٍ على غَمامِ السَّماء"(دانيال 7: 13). إنَّ كلمات الإنباءات قريبة من اعترافات الإيمان المسيحي الأولى، قريبة مِمَّا يُسمَّى الكرازة الأولى Kerygma وهي ملخصٌ ما كان يقوله المسيحيُّون حين يُبشِّرون بيسوع " مات وقام". ويذكرون كل مرة القيامة بعد الآلام. ويعلق القدّيس كيرلُّس الأورشليمي " لم يكن الصليب خدعةً، وإلاّ لكان الفداء أيضًا خدعة. لم يكن الموت وهمًا. بل كانت آلام المسيح حقيقيّة. فقد صُلِبَ المسيح فعلاً، وعلينا ألاّ نخجل من ذلك. لقد صُلِبَ من أجلنا، وعلينا ألاّ ننكر ذلك، بل يجب أن نعلنه بكلّ فخرٍ. فنحن نعترف بالصليب لأنّنا اختبرنا القيامة. لو بقي المصلوب ميتًا، لما كنّا اعترفنا بالصليب، بل كنّا أخفيناه وأخفينا سيّدنا يسوع المسيح. لكنّ القيامة جاءت بعد الصليب، ولا نخجل من الحديث عنه"(التعليم المسيحي العمادي الثالث عشر). قد سُمِّر يسوع فعلاً على الصليب في عهد بيلاطس البنطي والملك هيرودس انتيباس.



بهذا الإنباء أفهم يسوع تلاميذه أنَّه لن يقوم بمهمته كمسيح إلاَّ عن طريق الآلام والموت على الصَّليب، لانَّ سر الصَّليب هو إيفاء العدل الإلهي الذي حقَّقه المسيح بموته ونيل الحياة الأبدية للمؤمنين بذلك. ويعلق القدّيس يوحنّا الذهبي الفم: " صحيح. الصَّليب هو سرّ يفوق العقل البشري، وعلامة قوّة تتخطّى إدراكنا" (العظة رقم 4 عن الرسالة الأولى إلى أهل قورنتس). أعلن يسوع لتلاميذه ما سيُعانيه في أُورَشَليم من المٍ وعذابٍ وظُلم واضطهاد. وأوضح لهم من هو، وأنَّه أتى ليؤسِّس كنيسته، وان ثمن تأسيس الكنيسة هو الصَّليب. وقبل أن يتوهم تلاميذه إذ سمعوا أنه المسيح المنتظر، يصير ملكًا وقائدًا عظيمًا، وأنهم سيملكون معه، ها هو يشرح لهم أنه حقًا سيملك، ولكن على قلوب كنيسته بصليبه، حاملاً الرِّئاسة على كتفه كما تنبأ أشعيا: "لِأَنَّه قد وُلدَ لَنا وَلَدٌ وأُعطِيَ لَنا آبنٌ فصارَتِ الرِّئاسةُ على كَتِفِه ودُعِيَ أسمُه عَجيبًا مُشيرًا إِلهاً جَبَّارًا، أَبا الأَبَد، رَئيسَ السَّلام" (أشعيا 9: 5)؛ فبصليبه هدم مملكة الخطيئة ومملكة إبليس وأقام ملكوت قيامته. وفي هذا الصَّدد قال القديس بُطرس الرَّسُول "هو الَّذي حَمَلَ خَطايانا في جَسَدِه على الخَشَبة لِكَي نَموتَ عن خَطايانا فنَحْيا لِلبِرّ" (1بُطرس 2: 24).



ويُعلق القدّيس أمبروسيوس "إنّ كتفَيّ الرّب يسوع هما ذراعيّ الصليب: هناك أَلقيتُ خطاياي، وعلى عنق هذا الصليب النبيل استَرحْتُ "((تعليق على إنجيل القدّيس لوقا). وهذا الإنباء بالآلام والموت على الصَّليب والقيامة تكرَّر ثلاث مرات (متى 17: 22، 20: 18) كلازمة تتردَّد في طريق صعود يسوع إلى أُورَشَليم، مكان آلامه وصلبه وموته وقيامته، لأنَّ رسالته قد تُثير توقعات مسيحانية سياسية بعيدة عن هدفها الحقيقي، ألا وهو تحقيق ملكوت الله، أي الخلاص.



كان الهدف من تلك الإنباءات هو تبديد ظن التَّلاميذ أنَّ المسيح المنتظر ليس مسيحًا سياسيًا بل مسيحًا متألمًا. إذ لم تكن آلام يسوع حدثًا طارئًا أو صدفة ولا مصيرًا محتومًا، إنَّما هو مخطَّط الله الذي يُحقِّقه يسوع بطاعته لمشيئة الله في هذه الآلام لأجل خلاص البشر. ويُشدِّد يسوع من خلال هذه الإنباءات على الطريق التي تقود المؤمن إلى مَجْد، لآن الآلام والصَّليب والرَّذل والتعيير والموت الشنيع، كل هذه الأمور تتبعها القيامة. ومن هذا المنطلق، لم يُقدِّم يسوع سر آلامه قيامته كوحي عن رسالته فحسب، إنما أيضا دلالة على الطريق الواجب تلاميذه إتِّباعه. فطريق الآلام هي طريق للقيامة، ولا طريق آخر غير هذا له ولتلاميذه. وطريق يسوع هو طريق تلاميذه. وفي كل إنباء بيّن يسوع لتلاميذه أنَّ عليهم أن يسيروا على الطريق نفسه. وهكذا جمع متى الإنجيلي تعليم يسوع بين السلوك العملي ومتطلبات الإيمان بالمسيح المَصلوب والقائم من الموت.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الإنباء بصليب أتباعه
الإنباء بصليب يسوع
ما حلّ بصليب الرب يسوع الحقيقي!!!
انا فخور بصليب يسوع
حاشا لي ان أفتخر إلا بصليب يسوع المسيح


الساعة الآن 11:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024