* أيها الفريسي... لو كنتَ على دراية بالأسفار المقدسة الموحى بها من الله وعلى عِلْم بكلام ونبوات الأنبياء القديسين، فربما كنتَ تتذكر الطوباوي داود الذي يقول بالروح عن المسيح مُخَلِّص الكل: "أقسم الرب ولن يندم أنك أنت كاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادقً، لذلك اشرحْ لي هل هناك فريسي أو أي كاتب خدم الله على رتبة ملكي صادق، هذا الذي بارك إبراهيم وقَبِل منه العشور، وكما كتب بولس الحكيم جدًا: "بدون كل مناقشة الأصغر يُبارك من الأكبر" (راجع عب 7: 7). لذلك فإن أصل وبداية وجود إسرائيل، وهو إبراهيم أب الآباء، قد تبارك بواسطة كهنوت ملكي صادق، أما ملكي صادق وكهنوته فكان مثالًا للمسيح مخلصنا جميعًا، الذي صار رئيس كهنتنا ورسول اعترافنا، الذي يُقَرِّب إلى الله الآب الذين يؤمنون به، لا عن طريق ذبائح دموية وتَقْدِمات بخور، بل يُكَمِّلهم للقداسة بواسطة خدمة أعلى من الناموس، لأن "لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في يمين عرش العظمة في السماوات" (عب 8: 1) .
القديس كيرلس الكبير