منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 09 - 2023, 03:41 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

الغَمام النّيِّر








وبَينَما هُوَ يَتَكَلَّم إِذا غَمامٌ نَيِّرٌ قد ظلَّلهُم، وإِذا صَوتٌ مِنَ الغَمامِ يقول:
((هذا هَو ابنيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضيت، فلَهُ اسمَعوا)).

تشير عبارة "غَمامٌ نَيِّرٌ" إلى علامة حضور الله وظهوره الإلهي (2 ملوك 2: 7-8)، كما اختبره الشعب خلال مسيرة الخروج من مصر (خروج 19: 16)، وفي خِيَمة الموعد (خروج 4: 34-35) وفي الهيكل يوم تدشينه في زمن سليمان (1 ملوك 8: 10-12). وسُمي هذا الغَمام النّيِّر مركبة الله (مزمور 104: 3) وسُمِّي أيضا مَجْد الرَّبّ، وهذا الغَمام هو الذي ظهر لرُعاة بيت ساحور عند ولادة المسيح (لوقا 9: 2) وهو الذي استقبل المسيح لدى صعوده (أعمال الرُّسل 1: 9) وهو الذي سوف يُحيط بالمسيح عند مجيئه الثاني (متى 21: 30)؛ أمَّا عبارة " ظلَّلهُم " فتشير إلى الغمام الذي ظلَّل المسيح وموسى وإيليَّا (لوقا 9: 34). أمَّا عبارة "صَوتٌ" فتشير إلى صَوت الله الآب الذي يشهد للابن، وتكرَّرت هذه الشهادة ثلاث مرات (متى3: 17 ويوحَنّا 12: 28). وفي الواقع، صعد يسوع الجَبَل ليبحث عن صَوت الله الآب فيتعرّف إلى مشيئته؛ أمَّا عبارة "هذا هَو ابنيَ الحَبيبُ " فتشير إلى شهادة الله الآب أنّ يسوع ابنه الوحيد، وأنه المسيح، وهي أعظم إعلان يتقبّله الإنسان من الله في أعماق قلبه، وهو إدراك بنوّة المسيح الطَّبيعيّة لله حيث يستحق المسيح إكرامًا أعظم مِمَّا يستحقه موسى وإيليَّا. وهذا الإعلان كان قد نطق به الآب وقت معمودية يسوع ليُؤكد مهمة يسوع التي بدأت بالمَعمودية في نهر الأردن. أمَّا لوقا الإنجيلي فقد استخدم عبارة " هذا هوَ ابنِيَ الَّذي اختَرتُه" فكلمة "مختاري"، يُذكرنا لوقا من خلالها ذلك الشخص الغامض "عبد الله" الذي تنبأ عنه أشعيا "هُوَذا عَبدِيَ الَّذي أَعضُدُه مُخْتارِيَ الَّذي رَضِيَت عنه نَفْسي (أشعيا 42: 1)، كما تذكرنا أيضا بشعب الرَّبّ كما ورد في نبوءة أشعيا "لِأَجلِ عَبْدي يَعْقوب وإسرائيل مُخْتاري دَعَوتُكَ بِآسمِكَ ولَقَّبتُكَ وأَنتَ لم تَعرِفنْي" (أشعيا 45: 4). وفي لحظة الصَّلب، يستخدم لوقا الإنجيلي نفس الكلمة من جديد "خَلَّصَ غَيرَه فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَه، إِن كانَ مَسيحَ اللهِ المُختار! " (لوقا 23: 35). فالمسيح هو الابن الحبيب المُختار الذي سلم حياته حبًا للآب، وأصبح خادمًا للبشر الخطأة. وتسليم مصيره بين يديّ البشر هي طريقته ليُودع حياته بين ذراعي الله الآب. ويصبح يسوع "العبد" و "المختار" في فصحه، أي في خروجه (رحيله) نحو الآب؛ أمَّا عبارة " عَنهُ رَضيت " فتشير إلى الآب الذي رضي خدمة المسيح التي قدّمها على الأرض لخلاص البشر، وبشكل خاصة عندما قدَّم نفسه ذبيحة. أمَّا عبارة "لَهُ اسمَعوا" فتشير إلى أمْر الآب السماوي إلى التَّلاميذ الثلاثة: بُطرس ويَعقوب ويوحَنّا، شهوده في بستان الجسمانية، لسماع يسوع، أي قبول تعليم يسوع الذي كمَّل الشَّريعة والأنبياء لكي يؤمنوا به ولكي يُحبُّوه ولكي يُطيعوه ويتبعوه على درب الآلام وما بعد الموت والصَّلب. وتكرر هذا الإعلان أثناء عماد يسوع (متى 3: 17). وتدل هذه الكلمات على أن يسوع هو الابن (مزمور 2: 7) والعبد المتألم (أشعيا 42: 1)، أمَّا في التَّجَلِّي فإنها تدل على انه هو النبي الذي تنبأ عنه موسى (تثنية الاشتراع 18: 15) الذي قال انه يجب على الشعب كله أن يسمع له (أعمال الرُّسل 3: 22) لان بواسطة كلمات يسوع يُعلن لنا الآب ذاته " إنَّ اللهَ، بَعدَما كَلَّمَ الآباءَ قَديمًا بِالأَنبِياءَ مَرَّاتٍ كَثيرةً بِوُجوهٍ كَثيرة، كَلَّمَنا في آخِرِ الأيَّام هذِه بِابْنٍ جَعَلَه وارِثًا لِكُلِّ شيء وبِه أَنشَأَ العَالَمين"(عبرانيين 1: 1-2). في العماد، كان الصَوت موجّهاً إلى يسوع، أمَّا في التَّجَلِّي فإنه موجّهٌ إلى التَّلاميذ ومن خلالهم إلى الجموع ولكل النَّاس في كل زمان. وللبقاء مع يسوع لا ينفع نصب ثلاث خِيَم كما اقترح بُطرس، بل يتم بالسِّماع المستمر إليه حتى ولو أشار يسوع إلى الآلام والصَّلب والموت. يمكننا أن نقول إن حادثة التجلي تحدث لمن يصغي: اللقاء مع الآب من خلال ابنه يسوع المسيح. "ماذا يريد الرّبّ أنّ نسمعه هنا والآن عن سرّ ابنه الـمُتجلي في حياتنا اليّوم؟"
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ظلَّل الغَمام المسيح وموسى وإيليَّا
زكريا «المُشرَق من العَلاء»
‏سيَأتي النوُر ليعَتذر عمَا فعُله الظَلام
اضطهاد وعناء ومعونة من العَلاء


الساعة الآن 06:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024