منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 09 - 2023, 02:50 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

يصغوا إلى تعليمه








وبَعدَ سِتَّة أيَّام مَضى يسوعُ بِبُطرس ويَعقوب وأَخيه يوحَنّا،
فانفَردَ بِهِم على جَبَل عالٍ،



تشير عبارة "سِتَّة أيَّام" إلى الأيَّام السِتَّة الواقعة بين يوم الوعد ويوم التَّجَلِّي، إذ وعد السَيِّد المسيح تلاميذه أن قومًا منهم لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته (متى 16: 28). أمَّا رقم (6) فيدل على عيد المظال סוכות (معناها مظلة) والمعروف بعيد العُرش، وهو ثالث أعياد الحج عند اليهود إلى جانب عيد الفصح وعيد الأسابيع، ويبدأ في اليوم الخامس عشر من شهر تشرين الأول، ومُدَّته سبعة أيَّام، أي بعد عيد الكفارة أو الغفران (يوم كيبور יוֹם כִּפּוּר). والرقم 6 معروف بعدد النقص، فالإنسان خلق في اليوم السادس وسقط في اليوم السادس. ووُجد كماله في يوم التَّجَلِّي، اليوم السابع. إذ كان هذا العيد يستغرق سبعة أيَّام على اعتبار أنَّ اليوم ألأخير هو يوم راحة، ويُسمى "العظيم" من العيد "هُو أَعظَمُ أيَّامه" (يوحَنّا 37:7). ويرى العلاَّمة أوريجانوس المعنى الروحي الرمزي من خلال الأيَّام السِتَّة وهو "أن المؤمن لا يقدر أن يرتفع مع السَيِّد المسيح على جَبَل طابور لينعم بالتَّجَلِّي ما لم يَعبّر الأيَّام السِتَّة التي فيها خلق الله العَالَم المنظور. فمن يرغب في أن يأخذه يسوع، ويصعد به إلى جَبَل عالٍ، ويتأهّل لرؤية تجلِّيه منفردًا، يلزمه أن يجتاز الأيَّام السِتَّة، فلا يرى المنظورات ولا يُحبَّ العَالَم ولا الأشياء التي فيه، ولا يرغب في شهواته التي هي شهوات الجسد، ولا يطلب غنى الجسد ومَجْده". أمَّا لوقا الإنجيلي فيتكلم عن اليوم الثَّامن في نهاية عيد المظال (لوقا 9: 28) رابطا القيامة بالحياة الجديدة حيث أن رقم 8 هو رقم رمزي لا رقم تاريخي، ويدل على الحياة الأبدية، وهو رقم لاهوتي أراد به لوقا أن يوحي لجماعة المؤمنين أن حادثة التَّجَلِّي هي عبارة عن كشف مُسبق لقيامة السَيِّد المسيح، التي تُدشّن حياتنا في الملكوت. أمَّا عبارة " ببُطرس ويَعقوب وأَخيه يوحَنّا " فتشير إلى الشُّهود الثَّلاثة لحدث التَّجَلِّي، كما كانوا هم أيضا شهودًا على إحياء ابنة يائيرس (مرقس 5: 37) وشهودًا على نِزاع يسوع في بستان الزَّيتون (مرقس 14: 33) كونهم في علاقة حميمة مع يسوع. والعدد ثلاثة يُعدُّ كافياً لإثبات الشِّهادة بحسب الشَّريعة الموسوّية (تثنية الاشتراع 17: 6). اختار يسوع هؤلاء الشُّهود بالرغم من أن بُطرس أنكره، ويَعقوب ويوحَنّا طلبا مكانًا مميزًا في ملكوته (متى 20، 20-23). ويعلق البابا فرنسيس" أنَّ الشهادة هي هبة لم نستحقها ونحن نشعر في قرار أنفسنا أنَّنا غير ملائمين"(عظة التَّجَلِّي الأحد الثاني من الصوم 2020)؛ أمَّا القديس هيلاري أسقف بواتييه فيركِّز على فضائل الرُّسل الثلاثة للتمتع بالتَّجَلِّي "اختار السَيِّد المسيح ثلاثة من تلاميذه، هم بُطرس ويَعقوب ويوحَنّا، لأنَّ بُطرس الذي يعني الصخرة يُشير إلى الإيمان، ويَعقوب عُرف بجهاده وحياته البارة، كما عُرف يوحَنّا بالحبيب. وكأن النَّفس لن ترتفع على جَبَل طابور للتَّمتّع برؤية عريسها في مَلكوته الأبدي، ما لم تحمل في داخلها الإيمان العَامِل بالمّحبَّة"؛ يدعو الله اليوم أيضًا البعض ليكونوا قريبين منه ليتمكَّنوا من الشهادة له. أمَّا عبارة "فانفَردَ بِهِم " فتشير إلى انعزالهم عن باقي الرُّسل. لماذا ذهب الرَّبّ يسوع إلى الجَبَل، وفي ذلك المكان المُنعزل المُنفرد؟ يشرح لنا البشير لوقا السبب، " مَضى بِبُطرس ويوحَنّا ويَعقوب وصعِدَ الجَبَل لِيُصَلِّي" (لوقا 9: 29)؛ كان السَيِّد المسيح في طريقه إلى الصَّليب، وقد تحدّث مع تلاميذه عدّة مرّات في هذا الأمر. أمَّا عبارة "جَبَل عالٍ" فلا تشير إلى جَبَل مُحدَّد (متى 14: 23) بل إلى جَبَل عالٍ، كما كان الأمر في جَبَل التجربة (متى 4: 8) وجَبَل الإرسال النهائي حيث أرسل التَّلاميذ لإعلان البشارة قبل صعوده إلى السَّماء (متى 28: 16)؛ ولم يذكر الإنجيل اسم الجَبَل ولكن البعض يظن انه جَبَل حرمون (جَبَل الشيخ) الذي يرتفع حوالي 3000مترعن سطح البحر، وهو يبعد مسافة نحو 20 كم شمال شرقي قيصرية فيلبس (بانياس)؛ ولكن يُحدِّد التَّقليد الكنسي جَبَل طابور الواقع على مسافة نحو 17 كم من بحيرة طبرية في الجليل. هو جَبَل التَّجَلِّي، وهو جَبَلٌ عالٍ يبلغ ارتفاعه نحو 575 م وهو يشير للسمو، سمو قدر المسيح الذي سيرونه الآن مُتجليًا. على كل حال، لهذا الجَبَل دلالة لاهوتية أكثر منها جغرافية. كان الجَبَل يرتبط دائما مكان الاقتراب إلى الله والتَّلاقي معه تعالى وكشف الله عن نفسه، ومكان استعداد الإنسان لسِماع أقواله تعالى. ويُعلق البابا فرنسيس " الجَبَل رمز القرب من الله، كي يجعل التَّلاميذ منفتحين على فهمٍ أوسع لسرِّه، بانه سيتألم ويموت ليقوم بعد ذلك " (عظة التَّجَلِّي الأحد الثاني من الصوم 2020). وظهر الله لكل من موسى (خروج 24: 12-18) وإيليَّا على الجَبَل (1 ملوك 19: 8-18). ويُعلق القدّيس أفرام السريانيّ "إنَّ الجَبَل أصبح رمزا للكنيسة: على قمّته، وحّد الرَّبّ يسوع العهدين اللذين استضافتهما الكنيسة. وأعلم الجميع بأنّه سيّد العهدين، العهد القديم الذي تلقّى أسراره والعهد الجديد الذي أظهر مَجْد أعماله" (Opera omnia p. 41). فالجَبَل هو مكان للوحي (أشعيا 2: 2-3). والوحي الأخير يتمُّ على جَبَل صهيون (مزمور 2: 6)، جَبَل نهاية الأزمنة حيث تأتي جَميعُ الأُمَم، كما تنبأ أشعيا "يَكونُ في آخرِ الأيَّام أَنَّ جَبَل بَيتِ الرَّبّ يُوَطَّدُ في رَأسِ الجِبالِ وَيرتَفعُ فَوقَ التِّلال. وتَجْري إِلَيه جَميعُ الأُمَم وتَنطَلِقُ شُعوبٌ كَثيرةٌ وتَقول: هَلُمُّوا نَصعَدْ إلى جَبَل الرَّبّ إلى بَيتِ إِلهِ يَعقوب وهو يُعَلِّمُنا طُرُقَه فنَسيرُ في سُبُلِه لأَنَّها مِن صِهْيونَ تَخرُجُ الشَّريعة ومِن أُورَشَليمَ كَلِمَةُ الرَّبّ" (أشعيا 2: 2-3).
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دَعنا نتعادلُ قليلًا💔
يريدهم أن يسمعوا وأن يصغوا (يميلوا بآذانهم)
لقد دُعوا نسورًا، إذ يتجدد مثل النسر شبابهم
(إش 64: 4) ومنذ الأزل لم يسمعوا ولم يصغوا
نحن الضعفاء فلا يسعنا إلا اللجوء إلى إسم يسوع


الساعة الآن 06:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024