منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 08 - 2023, 12:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,792

آرميا النبي | تدمير ميراث الله




تدمير ميراث الله:

7 «قَدْ تَرَكْتُ بَيْتِي. رَفَضْتُ مِيرَاثِي. دَفَعْتُ حَبِيبَةَ نَفْسِي لِيَدِ أَعْدَائِهَا. 8 صَارَ لِي مِيرَاثِي كَأَسَدٍ فِي الْوَعْرِ. نَطَقَ عَلَيَّ بِصَوْتِهِ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَبْغَضْتُهُ. 9 جَارِحَةٌ ضَبُعٌ مِيرَاثِي لِي. اَلْجَوَارِحُ حَوَالَيْهِ عَلَيْهِ. هَلُمَّ اجْمَعُوا كُلَّ حَيَوَانِ الْحَقْلِ. اِيتُوا بِهَا لِلأَكْلِ. 10 رُعَاةٌ كَثِيرُونَ أَفْسَدُوا كَرْمِي، دَاسُوا نَصِيبِي. جَعَلُوا نَصِيبِي الْمُشْتَهَى بَرِّيَّةً خَرِبَةً. 11 جَعَلُوهُ خَرَابًا يَنُوحُ عَلَيَّ وَهُوَ خَرِبٌ. خَرِبَتْ كُلُّ الأَرْضِ، لأَنَّهُ لاَ أَحَدَ يَضَعُ فِي قَلْبِهِ. 12 عَلَى جَمِيعِ الرَّوَابِي فِي الْبَرِّيَّةِ أَتَى النَّاهِبُونَ، لأَنَّ سَيْفًا لِلرَّبِّ يَأْكُلُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. لَيْسَ سَلاَمٌ لأَحَدٍ مِنَ الْبَشَرِ. 13 زَرَعُوا حِنْطَةً وَحَصَدُوا شَوْكًا. أَعْيَوْا وَلَمْ يَنْتَفِعُوا، بَلْ خَزُوا مِنْ غَلاَّتِكُمْ، مِنْ حُمُوِّ غَضَبِ الرَّبِّ».

في هذا الأصحاح والأصحاح التالي توجد سبع مجموعات من النبوات، ست منها عن انهيار أورشليم، وواحدة (إر 11: 14-17) عن جيران يهوذا، قيلت غالبًا في أيام يهوياقيم (609-598 ق.م).
أ. نبوة أولى (إر 12: 7-13): ضد أورشليم ميراث الله.
ب. نبوة ثانية (إر 12: 14-17): نبوة عن الأمم المجاورة.
ج. نبوة ثالثة (إر 13: 1-11).
د. نبوة رابعة (إر 13: 12-14).
ه. نبوة خامسة (إر 13: 15-17).
و. نبوة سادسة (إر 13: 18-19).
ز. نبوة سابعة (إر 13: 20-27).
جاءت النبوة الأولى تركز على إسرائيل بكونه الميراث الخاص لله، فمنذ البداية قيل: "إن قسم الرب هو شعبه، يعقوب حبل نصيبه" (تث 32: 9). قدم الله لهم أرضه - أرض الموعد - نصيبًا، وقبلهم هم نصيبًا له. لكنهم افسدوا أرضه فصاروا مستحقين الطرد منها، وفقدوا سمتهم كميراثٍ للرب. هكذا ربط بين الشعب والأرض إذ يقول: "قد تركتُ بيتي، رفضت ميراثي، دفعت حبيبة نفسي ليد أعدائها... رعاة كثيرون أفسدوا كرمي... خربت كل الأرض" [7، 11].
يرى العلامة أوريجينوسأن المتحدث هنا هو الكلمة المتجسد الذي نزل إلى أرضنا ليدفع حياته في يد الأعداء ذبيحة لخلاصنا، إذ يقول:
["قد تركت بيتي. رفضت ميراثي. دفعت حبيبة نفسي ليد أعدائها" [7].لاحظ إذًا أن ذاك الذي هو في "صورة الله" (في 2: 6) جالس في السموات، وأنظر إلى بيته الذي يفوق السموات. لو أردت أن ترى أيضًا ما هو أعظم وأعلى من ذلك، فإن بيته هو الله "لإني في الآب" (يو 14: 11). "لقد ترك أباه وأمه" (مت 19: 5)، وترك أورشليم السمائية وجاء إلى الأرض، قائلًا: "قد تركت بيتي. رفضت ميراثي".
كان ميراثه في الواقع في الأماكن التي توجد فيها الملائكة والصفوف التي توجد فيها القوات المقدسة.
"دفعت حبيبة نفسي (نفسي الحبيبة) ليد أعدائها". لقد دفع نفسه لأيدي أعداء النفس، لأيدي اليهود الذين قتلوه، لأيدي الملوك والرؤساء المجتمعين ضده، فإنه "قام ملوك الأرض وتآمر الرؤساء معًا على الرب وعلى مسيحه" (مز 2: 2) ].
نقض الشعب العهد لكن الله حتى في تأديبه لهم، وقد قرر ترك بيته ورفض ميراثه ودفع الشعب للأعداء، يدعو شعبه "حبيبة نفسي" [7]. كأنه يقول إني مضطر أن أترك بيتي وأرفض ميراثي الثمين وأسلم حبيبة نفسي للعدو. قلبي منكسر من أجل هذا كله. متى يرجعلي بيتي مقدسًا؟! متى يعود إليّ ميراثي؟! متى ترجع إليّ حبيبة نفسي؟!
في أمر لحظات الخطية، بينما يقوم الله بتأديبك، ينتظر عودتك لتكون بيته الروحي المقدس، ميراثه المحبوب لديه، عروسه حبيبة نفسه! ما دام يوجد نَفَس واحد فيك فهو يترجى عودتك، ويترقب رجوعك إليه كبيتٍ مقدسٍ وميراثٍ له وحبيبة نفسه ولو بالتأديب الحازم.
في قوله هذا يقدم الله أيضًا إجابة لتساؤل النبي: "لماذا تُنجح طريق الأشرار؟" [1].
أولًا: هؤلاء الذين تدعوهم أشرارًا هم في الحقيقة بيتي وحبيبتي والكرم التي غرستها بيديّ. حقًا صاروا أشرارًا وأفسدوا عملي فيهم وأساءوا استخدام عطاياي لهم. إني أطيل آناتي عليهم إلى حين، أؤدبهم في الوقت المناسب لعلهم يرجعون إليّ ويصيرون نصيبي بالإيمان الحيّ العملي!
ثانيًا: إن كنتَ حزينًا عليهم لشرهم وقد صرخت بأن جدران قلبك توجعك من أجلهم، إنما تشاركني حزني على بيتي وحبيبتي وكرمي، ها أنا أقدم مرثاة على ما وصلوا إليه.
ثالثًا: إن كنت تئن لأن أهل بيتك وأصدقاءك قد خانوك، فهم خانونى أنا خالقهم الذي جعلتهم بيتي وحبيبتي وكرمتي. جرحك ليس أكبر من جرحي!
رابعًا: في المرثاة التي يقدمها الله على شعبه أوضح أنه ليس إرميا هو المعنى عندما يضايقه الشعب، إنما الله نفسه. فإرميا ليس محتاجًا إلى إجابة على أسئلته، بل محتاج إلى الله نفسه موضوع الاضطهاد.
لقد قدم توضيحات كثيرة يكشف بها الله لإرميا أنه هو موضوع الاضطهاد وليس إرميا:
أ. الأسد الذي يزأر في البرية لا ليجد فريسة وإنما ليخون إلهه:
"صارلي ميراثي كأسدٍ في الوعر،
نطق علىً بصوته،
من أجل ذلك أبغضته" [8].
كثيرًا ما يُشبه الله بالأسد الذي يدافع عن شعبه، إذ قيل: "إن الرب يزمجر من صهيون، ويعطي صوته من أورشليم" (عا 1: 2)، ودُعي السيد المسيح: "الأسد الذي من سبط يهوذا (رؤ 5: 5)، وقيل عنه وهو على الصليب: "ربض كأسدٍ" (تك 49: 9). يتقدم المعركة كأسدٍ قادر على تحطيم عدو الخير الذي يجول كأسدٍ زائرٍ ليبتلعهم فريسة سهلة (1 بط 5: 8). ويود الله أن يقيم من كل مؤمنٍ أسدًا لا يخشى عدو الخير، بل يحمل روح إلهه، روح القوة. أما أن يسيء استخدام طاقاته ومواهبه فيوجهها ضد الله، عندئذ يُحسب كأسدٍ يزأر ضد من وهبه القوة، ضد الله خالقه ومخلصه، فيلقي بنفسه في دائرة غضب الله. هذا ما عبّر عنه بقوله: "من أجل ذلك أبغضته" [8].
بدقة عجيبة يعاتب الله شعبه قائلًا: "صار لي ميراثي كأسدٍ في الوعر"، لقد أتيت به إلى أرض الموعد التي تفيض عسلًا ولبنًا، ليكون ميراثًا لي، فإذا بشره يحول أرض الموعد إلى وعرٍ وخرابٍ، ويستخدم عطاياي ضدي. ميراثي الذي اخترته لي صار ضدي!
"نطق عليّ بصوته"، هذا الذي كان تحت عبودية فرعون لا يقدر أن ينطق بكلمة تحت جلدات المسخرين اللاذعة، أعطيته الحرية فرفع صوته ضدي!
ب. ضبعة نهمة على فريستها، إذ يقول: "جارحة ضبع ميراثي لي" [9].قدمت لها أرضي ميراثًا لتنعم وتستريح، فإذا بها كالطير الجارح أو كالضبع الذي يهاجم الفريسة بنهمٍ! هجموا على ميراثي وافترسوه! حسبوه جثة ميتة!
ج. طيور جارحة تجتمع حول الفريسة معًا كما في عيدٍ مفرح!
"الجوارح حواليه عليه.
هلم اجمعوا كل حيوان الحقل،
إيتوا بها للأكل" [9].
في التشبيهات الثلاثة يبرز الله كيف تحول شعبه الذي يدعوه "حبيبة نفسه" إلى طبيعة مفترسة نهمة تتهلل بالشراسة والافتراس، تحتقر ميراثه وتحسبه جثة ميتة لا تستحق إلا الأكل! ما أبشع جحود الإنسان لله خالقه ومخلصه، ولعطاياه الفائقة!
يقول العلامة أوريجينوس: ["صار لي ميراثي كأسدٍ في الوعرٍ". انقلب هذا "الميراث" الذي أخذه على الأرض ضده مثل وحشٍ مفترسٍ، وتحول "ميراثه" إلى مجموعة من اليهود الشرسين الهائجين ضده مثل "أسدٍ في الوعر"... الآن أيضًا توجد أسود في الوعر يريدون أن يجدفوا على المسيح، كما يتآمرون على الذين يؤمنون به... "جارحة ضبع ميراثي لي"، ما زال يتنبأ على هذا الميراث: "جارحة ضبع ميراثي لي".
جارحة الضبع من أشرس الحيوانات، تحوم حول المقابر لتفترس الجثث.
"الجوارح حواليه عليه. هلم اجمعوا كل حيوان الحقل إيتوا بها للأكل": بما أنهم قد وصلوا إلى هذه الدرجة، فإنني آمركم أيها الملائكة أن تذهبوا وتجمعوا كل الحيوانات المفترسة وأن تطرحوا أمامهم هؤلاء الناس.
إذا كان الله لم يشفق على شعبه المختار، فكم بالأكثر لا يشفق علينا نحن أيضًا. إننا إذا لم ننفذ وصية الله وكلام الإنجيل سيقول من جديد: "هلم اجمعوا كل حيوان الحقل إيتوا بها للأكل"، لكننا نتجرأ لنقول في صلواتنا: "لا تُسَلِم للوحش نفس يمامتك" (مز 74: 19)، أو "لا تسلم للوحوش المفترسة النفس التي تعترف لك بخطاياها". لنعترف إذًا بخطايانا تائبين عنها، فلا نُسلَّم للوحش، وإنما للملائكة القديسين الذين سيكونون بمثابة مرضعين لنا، يحملوننا على صدورهم، ويساعدوننا على العبور من هذا العالم إلى العالم الآتي في يسوع المسيح الذي له القوة والمجد إلى أبد الآبدين].
خامسًا: أوضح الله في مرثاته على شعبه هنا ما قد آل إليه هذا الشعب الخائن من "خراب"، فقد كرر هذا الكلمة خمس مرات في الآيات [10-13]، ليخلق جوًا من الحزن، معلنًا بذلك حزنه على شعبه، وعدم سروره بما حلّ بهم من تأديبات بسبب خطاياهم.
هكذا قدم الله لإرميا سلسلة من الإجابات غير المباشرة على تساؤله: لماذا تُنجح طريق الأشرار؟" بطريقة تبعث في النبي روح الرجاء وتدفعه للجهاد والعمل لحساب إخوته في الرب، حتى إن سمح بتأديبهم!
"رعاة كثيرون أفسدوا كرمي،
داسوا نصيبي،
جعلوا نصيبي المشتهى برية خربة!" [10].
يستخدم هنا تشبيه شعب الله بالكرمة، ويرجع ذلك إلى إشعياء (إش 5: 1-7)، وورد في إرميا (إر 6: 9؛ 5: 10).
يقصد بالرعاة هنا الملوك ورجالهم ومشيريهم، والقيادات المدنية والدينية (إر 23: 1-4). إنه حزين عليهم لأنه عوض القيام بدور الرعاية للكرم قاموا بتخريبه، وتحويل حقله المشتهى إلى برية خربة.
أعطى الله إسرائيل الأرض ميراثًا، ليصيروا هم ميراثه، وإذ أفسدوا الأرض بالعصيان تحولت من أرضٍ مقدسة إلى مقبرة جماعية لقتلى بلا عدد، تحمل دنسًا ونجاسة!
يعلق العلامة أوريجينوس على العبارة: "جعلوه خرابًا ينوح عليّ وهو خرب. خربت كل الأرض بسببي" [11]، قائلًا:
[من هو ذاك الذي يقول: "خربت كل الأرض بسببي"؟ إنه السيد المسيح.
من المؤكد قبل مجيء السيد المسيح كان هناك العديد من الخطايا بين الشعب، لكنها لم تكن كثيرة إلى درجة أن ُيسَّلَم الشعب للهلاك الأبدي، لكنهم حينما ملأوا كيل (كأس) آبائهم، لم يكتفوا بقتل الأنبياء واضطهاد الأبرار، قتلوا أيضًا مسيح الرب، فتمت بشأنهم الكلمات: "هوذا بيتكم يُترك لكم خرابًا" (مت 23: 37)، وهكذا فإنه "بسبب" السيد المسيح تحملوا هذا المصير وخربت كل أرضهم.
إذا أردت أن تفهم الكلمات: "خربت كل الأرض بسببي"، بطريقة أكثر سموًا، انظر كيف خربت الأرض التي في داخلك حينما جاء السيد المسيح. ففي الواقع قد خربت حينما قمنا بإماتة الأعضاء الأرضية، فلم تعد الأرض التي في داخلنا تنتج الأعمال الأرضية، ولم تعد توجد عند البار أعمال الجسد التيهي فسق، نجاسة، شهوة، زنا، سحر إلخ. يقول المخلص أيضًا من جهته: "أتظنون إني جئت لأعطي سلامًا على الأرض؟! كلا، أقول لكم بل انقسامًا" (لو 12: 51).قبل مجيء المسيح لم يكن هناك انقسام على الأرض، لأن لم تكن للجسد شهوات ضد الروح ولم يكن للروح أن تشتهي ضد الجسد. لكن عندما جاء إلينا المخلص وعرفنا ما هي أعمال الجسد وما هي أعمال الروح، بهذه المعرفة حدث الانقسام الذي فصل بين الجسد "الأرض" والروح. ستتحقق الكلمات "خربت كل الأرض" حينما نحمل في جسدنا إماتة الرب يسوع، وحينما لا نحيا بحسب الجسد بل بحسب الروح، وحينما لا نزرع شيئًا في الجسد إنما نزرع كل شيء في الروح حتى لا نحصد فسادًا من الجسد، إنما نحصد بالروح حياة أبدية].
"زرعوا حنطة، وحصدوا شوكًا،
أعيوا ولم ينتفعوا،
بل خزوا من غلاتكم من حمو غضب الرب" [13].
زرعوا حنطة، لأن معهم شريعة الرب، كلمة الله الحية، لكنهم حصدوا شوكًا لأنهم لم يقدموها بالمفهوم الروحي، ولا عاشوا فيها، بل تمسكوا بالحرف، فعوض الحنطة حصدوا شوكًا.
يقول العلامة أوريجينوس:
[قيل للخطاة: "تزرعون حنطة وتحصدون شوكًا" [13].
لأنهم حتى إن كانوا يعرفون كلمات الله ويرددونها، إلا أنهم لا يعرفونها المعرفة الصحيحة ولا يعيشون بها ولا يؤمنون بها، بل ينطبق عليهم القول "تزرعون حنطة وتحصدون شوكًا". وينطبق هذا الكلام بصفة خاصة على الهراطقة الذين يقرأون الكتاب المقدس ويحصدون شوكًا، ليس شوكًا من الكتاب المقدس نفسه، إنما من طريقتهم في الفهم والتفسير].
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آرميا النبي | طلب الله من إرميا النبي أن يمارس عملًا
آرميا النبي | يقدم الله أيضًا إجابة لتساؤل النبي
آرميا النبي | كأّن الله يعاتب إرميا النبي
آرميا النبي | كأن الله يُعطي لإرميا النبي طمأنينة
آرميا النبي | تمتع إرميا النبي بتقديس الله


الساعة الآن 11:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025