لقد نجح الشيطان وأخدع حواء قديمًا بمكره، وما يزال يمارس الحيل ذاتها مع بني البشر. فقد جعل حواء تتطلع إلى شجرة معرفة الخير والشر، وكأنه لا يوجد غيرها في الجنة. وجعل ثمرها شهي أمام عينيها، فتركت حواء كل شجر الجنة، وتطلعت بشوق شديد لهذه الشجرة، وتخيَّلت - كما رسم لها الشيطان - أن هذه الشجرة لا مثيل لها. فأخذت، وأعطت آدم أيضًا فأكل. وكلنا نعرف نتيجة ما حدث. لقد صدمهم الواقع الأليم الذي صاروا فيه. وبعد أن كانوا في جنة خطَّط لها ورسمها وزرعها الله بنفسه، صاروا خارجها في صحراء جرداء! بعد أن كانوا متمتعين بالشركة الحبية، والعلاقة الحية مع الخالق العظيم، صاروا بعيدين، وحدهما بلا رفيق أو مرشد يقودهم، وينير لهم الطريق. فصارت الحياة كئيبة، وصارت قلوبهم حزينة، بعد أن كانت ممتلئة بالأفراح. وعرف الخوف طريقه إلى قلوبهم لأول مرة (تكوين3: 8). *