منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 08 - 2023, 09:49 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,333

مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | وجوب الاجتهاد




44 مَثَل مَلَكوت السَّمَوات كَمَثَلِ كَنْزٍ دُفِنَ في حَقْل وَجدَه رَجُلٌ فأَعادَ
دَفنَه، ثُمَّ مَضى لِشِدَّةِ فَرَحِه فباعَ جميعَ ما يَملِكُ واشتَرى ذلكَ الحَقْل.



تشير عبارة "مَثَلُ" إلى كلمات رمزية وإيحائية من خلال صور وتشابيه وليست أفكارًا مجرَّدة. أمَّا عبارة "مَلَكوتِ السَّمَوات " فتشير إلى مُلك المسيح الجَّديد الرُّوحي، كما وصفه بولس الرَّسول " فقَدِ استَكَنَّت فيه جَميعُ كُنوزِ الحِكمَةِ والمَعرِفَة" (قولسي 2: 3). أمَّا عبارة "كَنْزٍ" فتشير إلى ما هو ثمين، إلى شيء مرغوب فيه، وشيء لا يصنعه الإنسان بل يُعثر عليه في طريقه. وإذا عثر رَجُل عليه، فإنّه يكتسب قيمةً لا تُضاهى، لأنَّه يُثري الحياة. ويدل هنا الكَنْز على المَلَكوت السَّماوي، كالغنى الحقيقي، لانَّ فيه رضى الله والحَياة الأبدية والمِيراث الذي لا يُضمحل. أمَّا عبارة "كَنْزٍ دُفِنَ" فتشير إلى عادة قديمة حيث كان النَّاس قديمًا يخفون الفِضَّة في حَقْل لئلا تصل إليها أيدي اللُّصوص (أيوب 3: 21). إذ لم يعرف النَّاس في فلسطين، زمن يسوع، البُنوك ولا الخَزْنة الحديدية التي تملكها الشركات اليوم لإيداع مُدّخراتها، بل كانوا يدفنون أموالهم في الأرض أوقات الخَطر في مكان خَفيٍّ. وربما حدث أن مات مالك الكَنْز قبل أن يكشف عن المَخبأ. ويُعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم " إن بشارة الإنجيل مُخبّأة في هذا العَالَم ككَنْز مُخبّأ وقيمته غير مُدرَكة" (عظات حول إنجيل القدّيس متّى، العظة 47). والكنوز الرُّوحية تبقى مَخفيَّة عن عيون أهل العَالَم نتيجة عِمَى قلوبهم، كما جاء في تعليم بولس الرَّسول "عن غَيرِ المُؤمِنينَ الَّذينَ أَعْمى بَصائِرَهم إِلهُ هذِه الدُنْيا، لِئَلاَّ يُبصِروا نورَ بِشارةِ مَجْدِ المسيح، وهو صُورةُ الله" (2 قورنتس 4: 4)؛ فيسوع اختبأ في حَقْل العَالَم أملاً أن يتمكن الجميع من العثور عليه. وحياتنا ليست مُجرّد حَقْل، بل هي الحَقْل الذي فيه كَنْز مَخفي. أمَّا عبارة "وَجدَه" فتشير إلى رَجُل وجد كَنْزَا مَخفيًا آنذاك فشاع أمره بين الجميع. ويُذكرنا هذا الفعل إلى ما ورد في مَثَل الخروف الضال، عن مجهود الراعي وهو يبحث عن الخروف الضال حتى وجده ففرح فرحا عظيمًا (لوقا 15: 4-6). وإنَ العُثور على كَنْز مدفون، هو غريزة متأصّلةٍ في طبيعتنا، وحلم عريق وجذّاب. أمَّا عبارة "رَجُلٌ" فتشير إلى السيد المسيح الذي بذل كل ما عنده لاقتناء الكَنْز المكوّن من شعبه، أو يشير إلى الخاطئ الذي يبذل كلَّ شيء لاقتناء الخَلاص. أمَّا عبارة "أَعادَ دَفنَه" فتشير إلى غَيْرته وحِرْصه على الكَنْز خشية أن يخسره؛ والمراد من ذلك، بيان وجوب الاجتهاد في طلب مَلَكوت السَّماء، والاحتراس من كل ما يمنع من ذلك. ولكن لا حاجة من أن نخفي الكَنْز السَّماوي عن غيرنا حتى نتمتع به، فانه كافٍ لإغناء كل العَالَم، فاندراوس حين وجد المسيح الذي هو أعظم كنوز السَّماء أخبر فيلِبُّس، وفيلِبُّسُ أخبر نَتَنائيل "ولَقِيَ فيلِبُّسُ نَتَنائيل فقالَ له: "الَّذي كَتَبَ في شأنِه موسى في الشَّرِيعَةِ وذَكَرَه الأنبِياء، وَجَدْناه، وهو يسوعُ ابنُ يوسُفَ مِنَ النَّاصِرَة" (يوحنا 1: 43). يدعونا يسوع أن نسير على خطى اندراوس الرَّسول الذي لم يحتفظ بهذا الكَنْز لنفسه، فننطلق مسرعًين لنشارك الآخرين بالخيرات التي ننالها. وأمَّا عبارة "الفَرَح" فتشير إلى البهجة والغبطة وانشراح صدر الرَّجُل الذي وجد الكَنْز على غير انتظار، وهي النتيجة الذي يريد يسوع أن يصل إليها كل إنسان. هذا الاكتشاف يملأ حياة المرء فرحًا الذي يمنحه الشجاعة للمجازفة في بيع جميع ما يملك لشراء الحقل الذي فيه الكنز. أمَّا عبارة " فباعَ جميعَ ما يَملِكُ " فتشير إلى واجب بيع كل ما يملكه الإنسان والتَّضحية به لشِراء الحَقْل وحصوله على فَرَح المَلَكوت، كما قال السَّيد المسيح للشَّاب الغَني "إِذا أَرَدتَ أَن تكونَ كامِلاً، فاذْهَبْ وبعْ أَموالَكَ وأَعْطِها لِلفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنْز في السَّماء، وتَعالَ فاتبَعْني" (متى 19: 21). يترك المَسيحي برضى كل شيء لأجل المسيح. فمن باع كل ما يملك لم يخسر شيئًا، بل كسب كلَّ شيء، لأنه كسب المسيح ومَلَكوته. قيمة الكنز تعادل كل ما يمتلكه المُشتري. أمَّا عبارة " اشتَرى ذلكَ الحَقْل" تُشير إلى الكنوز السَّماوية التي لا تُشترى بالمَال، لأنَّه " بِغيرِ فِضَّةٍ ولا ثَمَن " (أشعيا 55: 1)، إنَّما تَدلُّ أن طالب الخير السَّماوي يترك كل عائق يمنعه من إدراك ذلك الخير وَفقا لقول بولس الرَّسول " أَعُدُّ كُلَّ شَيءٍ خُسْرانًا مِن أَجْلِ المَعرِفَةِ السَّامية، مَعرِفةِ يسوعَ المسيحِ رَبِّي. مِن أَجْلِه خَسِرتُ كُلَّ شَيء وعدَدتُ كُلَّ شَيءٍ نُفايَة لأَربَحَ المسيحَ " (فيلبي 3: 7). وقد تشير العبارة أيضًا إلى السَّيد المسيح الذي اشترى نفوسنا بدمه، كما ورد على لسان بولس الرَّسول " فقَدِ اشتُريتم وأُدِّيَ الثَّمَن" (1 قورنتس 6: 20)، وقد تشير أخيرًا إلى كل إنسان يبحث عن الفَرَح في امتلاك المسيح ومَلَكوته.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | أن مَثَل اللُّؤلُؤَة يشبه مَثَل الكَنْز
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | الكَنْز هو أيضا الإيمان الحقيقي
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | يُظهر مَثَل الكَنْز قيمة المَلَكوت
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | في مَثَل الكَنْز على الإنسان أن يكون حكيما
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | دعوة إلى فَرَح المَلَكوت من خلال مَثَل الكَنْز


الساعة الآن 03:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024