رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هَذَا الْبَحْرُ الْكَبِيرُ الْوَاسِعُ الأَطْرَافِ. هُنَاكَ دَبَّابَاتٌ بِلاَ عَدَدٍ. صِغَارُ حَيَوَانٍ مَعَ كِبَارٍ [25]. كلمة "حيوان" هنا معناها "كان حي". فإن كان البحر الكبير أو المحيطات تُرعب الإنسان، فيشعر كأنه مقبرة عن يقتحمه، لكنه يحتضن دبابات صغيرة وكائنات حيَّة كبيرة وصغيرة، لا تُحصَى لا تقدر أن تعيش إلا في مياه البحار والمحيطات. * يتحدث عن البحر بكونه مرعبًا. الفخاخ تزحف في هذا العالم، وتفاجئ المُهمِلين، إذن من يُحصِي هذه التجارب التي تزحف؟ إنها تزحف، لكن لنحذر لئلا تصطادنا فجأة. لتتطلع إلى الخشبة (الصليب) أيضًا ونحن في المياه وسط الأمواج نحن في أمان. لا نَدَع المسيح ينام، لا نترك الإيمان ينعس، إن نام فلنوقظه. إنه سيأمر الرياح، ويُهَدِّئ البحر (مت 8: 24-26). فستنتهي الرحلة ونفرح في وطننا. لأنني أرى في هذا البحر المُرعِب لا يزال يوجد غير مؤمنين، فإنهم يعيشون في مياه قاحلة ومُرَّة، لكنهم صغار وعظماء. فإننا نعرف هذا، كثير من الصغار في هذا العالم لا يزالوا غير مؤمنين، وأيضًا كثير من العظماء هم هكذا. إنهم مخلوقات حيَّة صغيرة وعظيمة في هذا البحر. أنهم يبغضون الكنيسة، واسم المسيح ثقيل عليهم. أنهم ثائرون لأنه لم يُسمَحْ لهم أن يطلقوا القسوة في أعمالهم التي هي في قلوبهم... لا تخافوا من الخطر! القديس أغسطينوس * "البحر أيضًا ضخم ومتسع". أليس هذا عن حكمة مدهشة أن يوجد فيه دبابات (زحافات) لا يُحصَى عددها، وأسماك من كل نوعٍ، العظيمة والصغيرة. هذه توجد في الأعماق، وهناك تُجَدَّد حياتها، بينما لو سقط إنسان فيها يموت؛ وعلى العكس إن خرجت هذه إلى الأرض تموت؟ القديس جيروم * الحكمة التي خلق بها الله كافة الأشياء هي ابنه الوحيد الذي به كان كل شيءٍ. وهو كلمة الله وقوته، وبه خلق الأرض وكل ملئها وسائر المخلوقات. وقد ذكر الأرض، لأن ابن الله طأطأ السماوات ونزل إلى الأرض، وجعل الناس خليقة جديدة، وأعاد خلقتهم بالإيمان الحقيقي والمعمودية المقدسة. الأب أنسيمُس الأورشليمي * في هذا البحر العظيم المتسع تعيش كائنات بلا عدد (مز 104: 25)، من يقدر أن يصف روعة الأسماك التي تعيش فيه؟! من يقدر أن يتصور عظمة الحيتان وطبيعة الحيوانات البرمائية: كيف تعيش تارة على أرضٍ صماء وتارة أخرى وسط المياه؟! من يستطيع أن يخبر عن أعماق البحار وسعتها وقوة أمواجها الهائلة؟! ومع هذا فهي تقف عند حدود مرسومة لها، إذ قيل: "إلى هنا تأتي ولا تتعدى، وهنا تتخم كبرياء لُججك" (أي 38: 11) فيُظهِر البحر الطاعة بوضوح، إذ يجري ليقف عند حدود الشاطئ في خطٍ واضح صنعته الأمواج، مُعلِنًا لناظريه أنه لا يتعدى الحدود المرسومة له . القديس كيرلس الأورشليمي * أضاف النبي كلماته: "هذا البحر الكبير الواسع الأطراف، هناك كائنات حيَّة (دبابات) بلا عدد". يُفهَم البحر بأنه العالم، المملوء بالعواصف والأمواج العاتية الخطرة، بل ومملوء مرارة وملوحة، وفيه أسماك كبيرة لا تكف عن التهام السمك الصغير. وفيه أيضًا العديد من الدبَّابات (التي تزحف على الأرض). لهذا فإن الشهوانيين المغُرَمين جدًا بالعالم، إذ يفكرون في الحياة الحاضرة وحدها، ويلتصقون دومًا بدروبها حبًا فيها، سمعوا عن الدبابات... كذلك يقول: "هذا البحر الكبير الواسع الأطراف... هناك تجري السفن". لا يُفهَم منها السفن المصنوعة من الأخشاب التي تمخر عباب البحر بقوة الريح، لكنها تعني الكنيسة التي تريد بلوغ شاطئ الفردوس بالأعمال البارة المقدسة. فإن أمواجًا عاتية تلاطمها بالضيقات، ورياح العواصف المختلفة. وبالرغم من ارتطامها بتلك الرياح العاتية الهادرة، توجِّها مجاديف التداريب المُقَدَّسة، وتقودها أنفاس الروح القدس، فتحملها إلى الحياة الأبدية بنفس الخصوم الذين يقفون ضدها. في هذا البحر أيضًا التنين الذي كُتِبَ عنه: "هذا التنين البحري (لوياثان) الذي خلقته ليلعب فيه". هذا التنين هو الشيطان، يلعب بطريقة ما في الأشرار، لا لكي يخطئوا فحسب، بل ويستخدمهم خدامًا له يضطهدون القديسين والأبرار على الدوام. هذا الوحش كان مخلوقًا كملاك صالح بيدي الله، لكنه حينما رفع ذاته ضد الله بالكبرياء، هوى من تلك الحالة الملائكية المطوَّبة. وإذ يخدع نفسه بالكبرياء يخدع بمكره المستهترين، بسماحٍ من الله وبواسطة قضائه العادل المخفي . الأب قيصريوس أسقف آرل |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|