سار بنا في أرض قفر مملؤة حسكًا وشوكًا، حاملًا الشوك على جبينه حتى لا يجرح أقدامنا.
دخل إلى طريق لم يعبرها إنسان، إذ اجتاز عنا ومعنا المعصرة قائلًا: "قد دُست المعصرة وحدي، ومن الشعوب لم يكن معي أحد" (إش 63: 3)، "وتتركوني وحدي، وأنا لست وحدي لأن الآب معي" (يو 16: 32).
سار بنا إلى أرض بساتين لنأكل ثمرها وخيرها، ما هذه البساتين إلا السيد المسيح نفسه الذي نزل إلى أرضنا، وفُتح جنبه لندخل إلى أحشائه ونرتوي بمحبته، قائلين: "تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي... حلقه حلاوة وكله مشتهيات" (نش 2: 3؛ 5: 16). هكذا انطلق بنا من أرض ظل الموت إلى جسده واهب الحياة لنحيا به ومعه إلى الأبد.