الواقع إن الأغنياء ليس فقط آخر مَن يقبل كلمة الإنجيل، بل في الواقع هم آخر مَن يفكر فيها، أو يسمعها. فهم مشغولون جدًا، وعظماء جدًا، ومتكبرون جدًا عن سماع “جهالة الكرازة” التي ينادي بها قوم بسطاء، لا نصيب لهم في عظمة هذا العالم الخادع. ولعل كلام المسيح في إنجيلي مرقس ولوقا، يعطينا فهمًا أكثر لتلك الأقوال، إذ قال المسيح هناك: «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ!» ( مر 10: 24 )؛ «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!» ( لو 18: 24 ). وهو شرك خطير يقع فيه الأغنياء بسهولة، أنه إن زاد الغنى يلقي الإنسان رجاءه عليه. إن المشكلة الحقيقية للأموال، أنها تجعل البشر يتكلون عليها. ويحذر الرسول بولس «الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا، وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى، بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ» ( 1تي 6: 17 )، حيث يضع الرسول الغِنى الزائل بالمقابلة مع الله الحي.