* أجمع المسيحيون على أن خطية آدم لم تضرّه فقط، بل أضرّت كل نسله أيضاً. واختلف اللاهوتيون في كيفية علاقة آدم بنسله، وفي سبب اشتراكهم في نتائج معصيته، وفي ماهية الخطية التي ورثها نسله منه، وفي امتدادها. ويقول التعليم الإنجيلي إن خطية الإنسان تقوم باشتراكه في جُرم خطية آدم الأولى المحسوب عليه، وبضياع البر الأصلي، وبفساد طبيعته كلها المسمَّى غالباً «الخطية الأصلية» وبجميع الخطايا الفعلية الصادرة من ذلك. وبسبب هذا الفساد الأصلي فسد البشر تماماً في كل قُوى النفس والجسد، وانحرفوا عن الخير، وعجزوا عن عمله، وتبعوا الشر. ومن هذا الفساد تصدر كل الخطايا الفعلية. ويؤمن الإنجيليون أن العهد لم يُقطع مع آدم من أجل نفسه فقط، بل من أجل نسله أيضاً، فالبشر جميعاً المتناسلون منه تناسلاً طبيعياً أخطأوا فيه وسقطوا معه بخطيته الأولى. فعلاقتهم بآدم هي سبب هذه الحال الرديئة.