تأثرت جدًا عندما روى صديق لي من عدة سنوات أن ابنه الطفل الصغير خرج من غرفته مسرعًا نحو غرفة أبيه غاضبًا ليعاتبه على رسالة أرسلها له على أحد برامج الدردشة يقول فيها له “تصبح على خير يا حبيبي، أقفل الكمبيوتر ونام”. فقال الطفل الصغير لأبيه “مش بحب الأسلوب ده يا بابا، اتعودت أشوفك قبل ما أنام مش تكتب لي”. هنا أتساءل كم من أعمال ولمسات افتقدناها في الحياة بسبب هذا الغزو التكنولوجي الذي ساء استخدامه بعدم اتزان، وتوجه في إتجاه غير الذي أنشئت من أجله؟ أظن أنه في بداية الأمر، كان لها دور عظيم في تسهيل التواصل عندما قربت إلينا الذين تفصل بيننا وبينهم محيطات، انما اليوم أبعدت عنا الذين تفصل بيننا وبينهم حوائط.