17 - 07 - 2023, 11:21 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الانسان كخليقة عاقلة:
خليقة الله بحسب اللاهوت الارثوذكسي بتنقسم الي خلائق عقلية (الملائكة)، و خلائق مادية (الحيوانات). الانسان هو الكائن الذي يجمع الاثنين معا (نفس عاقلة + جسد مادي). لذلك يعتبر الانسان في مفهوم الاباء كون مصغر.
[ بعدما خلق الله من المادة الكائنة جسدًا، وبعدما وضع فيه نفخته (التى حدد الكلمة أن تكون نفسًا عقلية وصورة لله)، أقامه فى الأرض كعالم كبير فى صغره أو كملاك سماوى متسربل ثوبًا بشريًا ]
(عظة للقديس غريغوريوس عن البصخة، والترجمة العربية للعظة تعريب الأسقف اسطفانوس حداد، مختارات من القديس غريغوريوس اللاهوتي النزينزي،صفحة ١٨٠)
الذي يجعل الانسان خليقة عاقلة هو معرفته لكلمة الآب (اللوغوس)
فيقول القديس اثناسيوس:
[ لأنه ايه منفعة للمخلوقات لو انها لم تعرف خالقها؟ أو كيف يمكن أن تكون (مخلوقات) عاقلة لو لم تعرف كلمة ( Lògon )الآب الذي به خلقوا؟ لأنهم لن يتميزوا بالمرة عن المخلوقات غير العاقلة (الحيوانات) لو أنهم انحصروا فقط في معرفة الأمور الأرضية.]
(تجسد الكلمة ١١: ٢)
بيشرح القديس اثناسيوس الفرق بين طبيعة الجسد و طبيعة النفس العاقلة لدي الانسان فيقول:
[فطالما أن الجسد هو مائت بالطبيعة، فكيف يفكر المرء في عدم الموت و في مرات كثيرة يفضل الموت من أجل الفضيلة؟ او طالما أن الجسد مؤقت فكيف يفكر الإنسان في الأبدية حتي انه يحتقر العالم الحاضر و يشتهي فقط العالم الآخر؟ فالجسد بذاته لا يستطيع أن يفكر بهذه الأفكار عن نفسه و لا حتي يستطيع أن يفكر فيما هو خارجه؛ لأنه فن ووقتي، و يتبع هذا أن الذي يفكر فيما هو ضد الجسد و طبيعته يجب أن يكون مختلفا عنه. و هل يمكن أن يكون هذا شيئا بخلاف النفس العاقلة الخالدة؟ لانها تحدث الأفض للجسد، و هذا يتم ليس من خارجه بل من داخله تماما]
(ضد الوثنيين ٣٢ : ١)
و لكن ملحوظة لا يقصد بالنفس انها خالدة من تلقاء نفسها بل انها خالدة بسبب نعمة الروح القدس.
هدف الانسان قبل السقوط:
بيشرح المطران ايروثيوس فلاخوس في
عظات للمؤمنين حديثًا: العظة الثالثة
الإنسان والسقوط
المطران إيروثيوس فلاخوس- ترجمة د جورج عوض
[ القديس غريغوريوس اللاهوتي حدد هدف الإنسان بطريقة رائعة: الإنسان لديه حياة ويتدبر في معيشته, لكن يسير تجاه الحياة الأخري. هذه المسيرة من الحياة البيولوجية إلي الحياة الروحية يُقال عنها سر. وبالطبع, نهاية السر هو أن يصير بنعمة الله على مِثال الله.]
السقوط و نتائجه:
يشرح المطران ايروثيوس فلاخوس:
[ الإنسان خُلِق من الله طاهر (نقي) بإمكانية أن يصل إلي التأله. لكن الخطية هي الدخيل الأحدث, نتيجة عصيان الإنسان لله والإبتعاد عنه. خطية الإنسان كانت أنه أراد أن يسلب أعمال الله وكان يهدف أن تستمر حياته بحسب إراداته وليس بحسب مشيئة الله. كما يبدو في العهد القديم أراد أن يطيع ذاته وعقله وليس مشيئة الله. بالنسبة له كان مركز كل شيء هو ذاته وشهواته وليس الله. هذا هو جوهر مأساة الخطية الجدية, بل وأيضًا كل خطية أخري…
عندما يحاول المرء أن يستنزف كل معيشته في حدود حياته البيولوجية ويفسرها عقليًا, يألَفَ الإبتعاد عن الله. تغرَّب الإنسان في كورة بعيدة, وفقد الشركة والإتحاد بالله. منذ خلقته الإنسان لديه نفس وجسد, مرتبطين برباط لا ينفصل فيما بينهما. النفس هي حياة الجسد, بل حياة النفس هي الروح القدس هكذا, الإنسان بدون الروح القدس هو ميت روحيًا. إنه من الواضح جدًا أن أب المثل قال بعد رجوع إبنه: “إبني هذا كان ميتًا فعاش” (لو24:15). هذا يعني أن الإبتعاد عن الله يُنشيء الموت. حقًا, بدون الله الإنسان هو ميت روحيًا يستطيع أن يتحرك ويعمل ولديه مكانة عالية في المجتمع لكن بدون الله كل الأشياء هي ميته والحياة تافة .
القديس يوحنا الدمشقي, وهو يتحدث عن سقوط آدم وحواء, يقول إن الإنسان بالخطية فَقَدَ النعمة الإلهية إظلمَّت صورة الله فى الانسان , عُرَّي من النعمة الإلهية والنتيجه أنه شعر بُعريه أيضًا في جسده ، لقد كانت النتائج رهيبة. ولأنه فَقَدَ النعمة الإلهية أتي الموت, أولاً أتى الموت الروحي, أي إبتعاده عن الله, وبعد ذلك أتى الموت الجسدي, اي الأمراض وفي النهاية الإنفصال بين النفس والجسد.
|