منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 07 - 2023, 05:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,107

مزمور 94 |  الله يعرف وينظر





الله يعرف وينظر

اِفْهَمُوا أَيُّهَا الْبُلَدَاءُ فِي الشَّعْبِ،
وَيَا جُهَلاَءُ، مَتَى تَعْقِلُونَ؟ [8]
الذين يدعون أن الله لا شأن له بالخليقة، فيجردونه من عنايته الإلهية، إنما يجردون أنفسهم من الفهم والتمييز والتعقل. إنهم في حاجة أن يطلبوا من الله أن يهبهم عطية الحكمة الحقيقية والتعقل.
* "افهموا أيها البلداء في الشعب؛ ويا جهلاء متى تعقلون؟ الغارس الأذن ألا يسمع؟ الصانع العين ألا يبصر؟" يوبخ النبي الخطاة ويهزمهم بدليل من الطبيعة. يا من تظنون أن الشئون البشرية لا تهم الله، يا من تتفقون مع أبيقور بأن الله بعيد عن شئون البشرية، اسمعوا لججه. فإنكم لستم إلا أطفالًا، فأقدم لكم أمثلة من الأطفال. هل الذي أعطى الإنسان السمع هو نفسه لا يسمع؟ لم يضع مقارنة شبيه بشبيهه، إذ لم يقل: "الذي خلق الأذن، أليس له هو نفسه أذن؛ أو الذي صنع العين أليس هو نفسه له عين؟ فإنه ليس لله أعضاء جسمية.
القديس جيروم

* يقول غالبيّة البشر: ماذا؟ هل يفكر الله فيَّ الآن، فيعرف ما أصنعه في منزلي؟! هل يهم الله ما أريد أن أفعله وأنا على سريري؟
"افهموا أيّها البُلداء في الشعب، ويا جهلاء متى تعقلون" (مز 94: 8).
إنّك كرجل يلزمك أن تعرف كل ما يدور في بيتك، وأن يصل إلى علمك كل أفعال خَدَمَك وأقوالهم، أفما تظن أن لله عملًا كهذا؟ إنَّه يلاحظك!
القديس أغسطينوس

* الله لوفرة صلاحه ورأفته لا يأتي بالنقمة على المذنبين للتو، بل أولًا ينصحهم، ويقول: "يا بلداء وجهلاء افهموا وتعقلوا".
الأب أنسيمُس الأورشليمي


الْغَارِسُ الأُذُنَ أَلاَ يَسْمَعُ؟
الصَّانِعُ الْعَيْنَ أَلاَ يُبْصِرُ؟ [9]
إن كان الله قد شكّل الإنسان هكذا، فوهبه الأذنين ليسمع،

والعينين لكي يبصر، فيتجاوب مع من حوله من البشر،
بل وحتى مع بقية الخليقة من حيوانات وطيور ونباتات وجماد،
فكيف نجرد الله من عنايته الإلهية الفائقة؟




الْمُؤَدِّبُ الأُمَمَ أَلاَ يُبَكِّتُ؟
الْمُعَلِّمُ الإِنْسَانَ مَعْرِفَةً [10].
يهتم الله ليس فقط بشعبه والمؤمنين به، بل يؤدب ويعلم حتى الأمم، يعمل لخلاص حتى الوثنيين ليرجعوا إليه، فكيف لا يبكت محبوبيه، ويهبهم المعرفة.
يرى القديس إكليمنضس السكندري أن المؤمن الحقيقي يتمتع بمعرفة صادقة حقيقية، لذا يدعوه غنوسيًا أي صاحب معرفة. يرى أنه يجب أن يكون محبًا للمعرفة، وكثير المعرفة.
* بالتأكيد حتى عندما لا أستطيع أن أفهم كل شيءٍ، مع هذا فإنني مشغول بالأسفار المقدسة، وأتأمل ناموس الله نهارًا وليلًا (مز 1: 2). لن أتوقف في أي وقت عن السؤال والمناقشة والبحث وما هو أعظم من هذا كله الصلاة لله وسؤاله الفهم منه، فهو يعلم البشر المعرفة (مز 94: 10) حتى أظهر ساكنًا عند بئر الرؤيا (بئر لحي رئي تك 25: 11).
فلو كنت مهملًا أو غير مشغول بكلمة الله في البيت، ولا أدخل الكنيسة مرارًا لأسمع الكلمة، كما أرى البعض بينكم يأتون إلى الكنيسة في أيام الأعياد، فإن مثل هؤلاء لا يسكنون عند "بئر الرؤيا". إنني أخشى أن هؤلاء المهملين حتى إن جاءوا إلى الكنيسة لا يشربون من ماء البئر ولا ينتعشون، بل يكرسون حياتهم لمشغولياتهم وأفكار قلوبهم التي يأتون بها إلى الكنيسة، ويخرجون عطشى حتى من آبار الأسفار الإلهية.
* أليس الرب هو الذي يُعلَّم الفهم والمعرفة...؟ حقًا إن المعلم الحقيقي للفضيلة لا يمكن أن يكون إنسانًا. "إنه هو الذي يعلم الإنسان معرفة" (راجع مز 94: 10)، قد أُشير إلى ذلك في المزامير، ليس أحد آخر سوى الله. يقول النبي: "علمني أحكامك" (مز 119: 12)، إذ يعرف أن الله هو المعلم الحقيقي الكامل. بالحقيقة يعلم الله بأن ينير نفس التلميذ من عنده، ينير ذهنه بنوره، كلمة الحق. لهذا السبب، فإن الأبرار الذين تقبلوا نعمة التعليم يعلموننا.
العلامة أوريجينوس

* أيضًا معرفة الشريعة التي يسعون إلى بلوغها يوميًا، لا بالقراءة الدءوبة، وإنما بإرشاد الله واستنارتنا به، إذ يقولون له: "طرقك يا رب عرفني؛ سبلك علمني" (مز 45: 2)؛ "اكشف عن عينيَّ، فأرى عجائب من شريعتك" (مز 119: 18)؛ "علمني أن أعمل رضاك، لأنك أنت إلهي" (مز 143: 10)؛ "المعلمُ الإنسان المعرفة" (مز 94: 10).
* أيضًا يسأل الطوباوي داود من الرب طالبًا الفهم عينه، حتى يدرك وصايا الله، بالرغم من معرفته يقينًا أنها مكتوبة في كتاب الشريعة، فيقول: "عبدك أنا، فهمني فأعرف شهاداتك" (مز 119: 125).
بالتأكيد كان لداود الفهم الموهوب له بالطبيعة كإنسانٍ، كما كان لديه وصايا الله المحفوظة في كتاب الشريعة، مع هذا يصلي إلى الرب لكي يعلمه الشريعة بإتقانٍ. فما حصل عليه من فهمٍ حسب الطبيعة لا يكفيه، ما لم يُنِرْ الله فهمه باستنارة يومية لكي يفهم الشريعة روحيًا، ويعرف وصاياه بوضوح.
كذلك أعلن الإناء المختار هذا الأمر بوضوحٍ وفي أكثر عمقٍ: "لأن الله هو العامل فيكم، أن تريدوا وأن تعملوا من أجل مسرته" (في 2: 13). أي وضوح أكثر من هذا أن الإرادة الصالحة وكمال عملنا يتم فينا بالكمال بالرب؟!
وأيضًا: "لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضًا أن تتألموا لأجله" (في 1: 29). هنا يُعلن أن قبولنا للإيمان وتحمُّل الآلام هما هبة وعطية لنا من الرب.
ولأن داود يعرف ذلك يصلي مثله، لكي يُوهب له هذا الأمر عينه من قِبَل رحمة الله، قائلًا: "أيدَّ يا الله الذي فعلته لنا" (مز 68: 28)، مظهرًا أنه لا يكفي فقط أن يُوهب لنا بداية خلاصنا كهبة ونعمة من قبل الله، بل ويلزم أن يكمل ويتمم بنفس تحننه وعونه المستمر .
الأب بفنوتيوس





الرَّبُّ يَعْرِفُ أَفْكَارَ الإِنْسَانِ أَنَّهَا بَاطِلَةٌ [11].
الإنسان الذي لا يبالي بخلاص نفسه وأبديته وشركته مع الله أفكاره وخططه تافهة وزائلة.
* "المؤدب الأمم ألا يبكت؟" هذا يعني أن الذي أعطى الناموس ليهذب الذين يطيعون، يعاقب المزدرين. "المعلم الإنسان المعرفة"؛ لم يضف النبي "أليس هو نفسه له معرفة" وإنما ماذا يقول؟ "الرب يعرف أفكار الإنسان أنها باطلة". انحرف البشر بإعجابهم بالفلاسفة والشعراء عندما قالوا: "يا لأفكار البشرية، إنها باطلة في الشئون البشرية. لكن مزمور داود عبَّر عن ذات الحكم منذ عصورٍ كثيرة. "الرب يعرف أفكار الناس أنها باطلة". مادمنا بشرًا، فإن أفكارنا باطلة. "أنا قلت أنكم آلهة، وبنو العلي كلكم" (مز 82: 6).
القديس جيروم

* بالأحرى يليق بكل واحدٍ منكم أن يكون أمينًا (مؤمنًا) في ضميره. "أما الرجل الأمين فمن يجده؟!" (أم 20: 6) أظهر صدق إيمانك (أمانتك) لله فاحص الكُلى والقلوب (مز 7: 9)، والعارف بأفكار البشر (مز 94: 11)، ولا تكشف ضميرك لي أنا، لأنك لا تُدان بحسب حكم إنسان (1 كو 4: 3-5) .
القديس كيرلس الأورشليمي

* الإدراك (المادي) لدى الإنسان الجسداني هو المرشد الوحيد للفهم. فما اعتاد أن يراه يؤمن به، وما لم يعتد أن يراه لا يؤمن به.
* وإن كنت لا تعرف أفكار الله أنها بارة، فهو يعرف أن أفكار الإنسان أنها باطلة. لكن حتى البشر يعرفون أفكار الله، أولئك الذين صار لهم صديقًا، فإنه يظهر مشورته لهم. لا تستخفوا يا إخوة بأنفسكم، فإنكم إن اقتربتم إلى الرب بالإيمان تسمعون أفكار الله.
القديس أغسطينوس







طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي تُؤَدِّبُهُ يَا رَبُّ،
وَتُعَلِّمُهُ مِنْ شَرِيعَتِك [12].
تأديبات الإنسان علامة حب الله له واهتمامه به، إذ يود أن يهذبه بوصيته الإلهية، ويهيئه للحياة السماوية المطوبة. ثمار التأديب في هذه الحياة بالنسبة للأتقياء لا تُقدر، إذ يلمسوا فيها أبوة الله الحانية واهتمامه بخلاصهم الأبدي. وكما يقول المرتل: "خير لي أني تذللت لكي أتعلم فرائضك" (مز 119: 71).
* "طوبى للرجل الذي تؤدبه (تهذبه) يا رب، وتعلمه من شريعتك". أنتم تدركون أنه يجب تعلم الشريعة حتى تتضح الأمور الغامضة فيها. علاوة على هذا يقول الرسول: "الناموس روحي" (رو 7: 14)، ويقول داود: "افتح عن عيني، فأعاين عجائب من شريعتك" (مز 119: 18). يكرر المرتل: "طوبى للرجل الذي تؤدبه (تهذبه) يا رب، وتعلمه من شريعتك".
القديس جيروم

* يطوب النبي الإنسان الذي يؤدبه الرب في هذا العمر الحاضر، لأنه في أيام الحزن والامتحان يتعزى بما ورد في شريعة الله، ويخف من ثقل محنته، عندما يتذكر بأن الذي يُؤدب على خطاياه في هذا الدهر يجد راحة في الدهر الآتي.
الأب أنسيمُس الأورشليمي



لِتُرِيحَهُ مِنْ أَيَّامِ الشَّرِّ،
حَتَّى تُحْفَرَ لِلشِّرِّيرِ حُفْرَةٌ [13].
وسط الضيقات والتأديبات يتمتع أولاد الله بالتعزيات الإلهية أو سلام القلب بينما يشعر الأشرار وسط أوقات الفرج بفراغ غريب وشعور بالحرمان. فالتأديبات مع سلام الله الداخلي أفضل من الازدهار والنجاح الظاهري مع الفراغ الداخلي.
غالبًا ما يستخدم الله شر الأشرار لتأديب أولاده، فبينما يتزكى أولاد الله إذا بكأس الأشرار يمتلئ. هذا ما حدث مع يوسف وإخوته. هم أرادوا أن يفعلوا به شرًا والرب صنع به خيرًا.
جاءت كلمة "تريحه" في تفسير للمزمور "يعطيه صبرًا". ولعل المرتل يصور لنا أنه وإن كان الأمر فيه مرارة حين يرى الصالحون أن الله يطيل أناته جدًا على الأشرار، فيعيشون في حياة رغدة وينالون سلطانًا، بينما يعانون هم (الصالحون) من الظلم والآلام. لكن في هذه الفترة التي فيها يطيل الله أناته على الأشرار يزين أولاده بالصبر كسمة جميلة تليق بأبناء الطويل الأناة، وفي نفس الوقت تُعد جهنم للأشرار إن أصروا على عدم الرجوع إلى الله.
لا نتخيل أن الملائكة يعدون الحفرة الأبدية أو جهنم بمنظار مادي، وإنما يلقي الأشرار أنفسهم في نار خطاياهم وفسادهم الأمر الذي اختاروه بمحض إرادتهم الشريرة. لست أظن بقوله: "حتى تُحفر للشرير حفرة" أنه يقصد أن الله يعد جهنم بنفسه للأشرار. لسنا ننكر وجود جهنم لكننا لا نتصور انشغال الملائكة بإعدادها. هذا وقد وعدنا السيد المسيح: "أنا ماضٍ لأعد لكم مكانًا" أي الحياة الأبدية بأمجادها الفائقة. ولم يقل للأشرار: أنا ماضٍ لأحفر لكم جهنم، الحفرة الأبدية.
* "لتريحه من أيام الشر" هذا هو السبب لماذا يعلمه (من شريعته)، لكي يرحمه في المستقبل. هذا هو السبب أنك تُصلحه في الحاضر، حتى لا تدينه في المستقبل. حكم القاضي عذاب، وذلك بالنسبة للذي سيتعذب، وليس لأن الحكم عنيف؛ وإنما لأن الحكم العادل يُحسب عنيفًا لمن يعاني من شوكة العقوبة.
* "حتى تُحفر للشرير حفرة" من الذي يحفر الحفرة لفاعلي الشر؟ لننظر ماذا يقول المرتل في مزمور آخر: "كرا جبَّا، حَفَرَهُ فسقط في الهوة التي صنع" (مز 7: 15). إذن بالتأكيد لم يصنع الله الهوة، إنما الخاطي، وكانت النتيجة أنه يسقط فيها. يعلن الرب: "إن كان أعمى يقود أعمى، يسقطان كلاهما في حفرة" (مت 15: 14)
القديس جيروم


رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عندما يخطئ البشر الذين على الأرض وينظر إليهم الله بغضبه
الله عندما يستر على أولاده بوجهه وينظر إلى مكايد الناس يفسدها ويتلفها
أن الله يحب المتواضعين وينظر إليهم
♥️ الله يعرف عن أثقالك في الحياة.. يعرف عن حزنك
ليس احد يضع يده على المحراث وينظر الى الوراء يصلح لملكوت الله( لو 9:62 )


الساعة الآن 02:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024