قداسة البابا شنوده الثالث
الآخر هو كل إنسان غيرك. فما هي علاقتك إذن بالآخر؟
حينما خلق الله أبانا آدم، خلق له كائنا آخر هو أمنا حواء.
وكانت علاقة كل منهما بالآخر علاقة حب وتعاون, نضعها كمثال طيب أمامنا. فلم يحدث في يوم من الأيام أن اختلف أحدهما مع الآخر.
إنما عاشا متزاملين ومتلازمين، يقطعان غربة العمر معا.
يقطفان الورد معا، وقد يجرحان من الشوك معا...
ثم كانت أول مأساة مع الآخر، فيما قاساه ابنهما هابيل من أخيه الذي قام عليه وقتله. فكان المثال الذي علينا أن نتحاشاه.
وبمرور الوقت اتسعت دائرة الآخر في الحياة: من العلاقة بين فرد وفرد، إلى العلاقة في محيط الأسرة، ثم القبيلة. وتطورت إلى العلاقات في البلد الواحد، إلى الوطن الواحد. وأخيرا إلى العالم كله، الذي نشأ من أسرة واحدة.