رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ ... وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ" ( يوحنا 12: 3 ) إن المشهد الذي يسبق خيانة الرب يسوع عندما دهنته مريم التي من بيت عنيا بالطيب ( مت 26: 6 -13؛ مر14: 1-9؛ يو12: 1-8)، هو بمثابة شرح لمعنى السجود. والساجد هنا امرأة تمثل لها أطيابها وعطورها قيمة عالية، ولا تستخدمها سوى باقتصاد شديد، وفي مناسبات خاصة جدًا، ولكنها كسرت القارورة الثمينة الرقيقة المرمرية - وهي غالية جدًا في حد ذاتها - وفي فعلٍ بلا تحفظ سكبت كل محتوياتها الثمينة على جسد المخلِّص. كان الحاضرون يعلمون أن ما سكبته من عطر يوازي أجر عام كامل ، وفيه نرى سجودًا نتج من تكريس كل يوم، وكل ساعة، وكل دقيقة للرب. كيف جمعت هذه المرأة مثل هذا المبلغ؟ ومنذ متى وهي تدخر لتشتري هذا الكنز؟ وكم مضى من الوقت وهي تحتفظ به بين كنوزها الخاصة؟ هل اشترته خصيصًا لهذا الغرض؟ إننا لا نعلم، بالطبع، لكننا نعلم أنها بمُطلق حريتها سكبت - بدون حساب - على الشخص الذي كان غرض كل مهابتها وعواطفها. أما يهوذا الميت روحيًا، والأحد عشر رسولاً منعدمي الحس الروحي، فقد انتقدوا فعلها بقسوة واعتبروه إهدارًا، كان من الأفضل استخدام قيمته الكبيرة لمساعدة الفقراء. إلا أن الرب يسوع قدّر هذا العمل ربما أكثر من أية إيماءة تقدير أو توقير قُدمت له أثناء وجوده على الأرض، فهذا العمل تطلع إلى دفن المسيح، والذي كان جزءًا لا يتجزأ من مهمته الأساسية على الأرض. وهذا قد يشير إشارة قوية إلى أن "مَرْيَمَ، الَّتِي جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَكَانَتْ تَسْمَعُ كَلاَمَهُ" ( لو 10: 39 )، قد اكتسبت فهمًا أعمق للمسيح ولعمله، يزيد عن المئات من تلاميذه، بل من الرسل أنفسهم. لقد مكّنها الانشغال المُركَّز بسَيِّدها وبكلماته من أن تقدم سجودًا أثلج صدره، حتى وإن أساء فهمها مَن علاقته بالرب أقل عمقًا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الركب الساجدة |
الركب الساجدة |
الركب الساجدة |
الركب الساجدة |
مرض السادية |