رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل يقول ولا يفعل؟ فَخَرَجَ الْمَلِكُ وَجَمِيعُ بَيْتِهِ وَرَاءَهُ. وَتَرَكَ الْمَلِكُ عَشَرَ نِسَاءٍ سَرَارِيَّ لِحِفْظِ الْبَيْتِ ( 2صموئيل 15: 16 ) لم يكن داود قد تجاوز عامه الستين إلا بسنوات قليلة، ولم يكن ابنه سليمان قد جاوز سن العاشرة بكثير، عندما بدأت السحب السوداء تتجمع، ثم انفجرت العاصفة وهبَّت فوق رأسه، وبدأت أحداث الفتنة عندما أَتى مُخَبِّرٌ إِلى داود بتقرير – لم يكن داود مُتلهفًا لسماعه، وإن كان يتوقعه – وكان فحواه: «إن قلوب رجال إسرائيل صارت وراء أبشالوم .. فخرج الملك وجميع بيته وراءه. وتركَ الملك عشر نساء سراري لحفظ البيت» ( 2صم 15: 13 -16). ظاهريًا تصرَّف داود بحرية تامة عندما ترك سَرَاريه، ورتَّب هذا الأمر المنزلي لحفظ القصر الملكي في ترتيب ونظافة حتى عودته مرة ثانية. ولكن في الحقيقة كانت يد الرب الصائبة المُتحكِّمة، والتي لا تُردّ، وراء هذا الترتيب، لكي يُتمم الرب ما سبق ونطق به «ليس الله إنسانًا فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل؟ أو يتكلَّم ولا يفي؟» ( عد 23: 19 ). لقد كان جزء من القضاء الموَّقَع على داود بسبب خطيته العظمى في ”قضية أُوريَّا الحثي“ «هكذا قال الرب: هأنذا أُقيم عليكَ الشر من بيتك، وآخذ نساءك أمام عينيك وأُعطيهن لقريبك، فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس. لأنك أنت فعلت بالسر وأنا أفعل هذا الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس» ( 2صم 12: 11 ، 12). وتنفيذ هذا الحكم تمَّ عندما «نصَبوا لأبشالوم الخيمة على السطح، ودخل أبشالوم إلى سراري أبيه أمام جميع إسرائيل» ( 2صم 16: 22 ). فمن جانبه ترك داود سَرَاريه لغرض حفظ البيت، ومن الجانب الإلهي كان ترك السراري في البيت لغرض تتميم كلمة الله التي لا يمكن أن تسقط أبدًا (قارن من فضلك يش6: 26 مع 1مل16: 34). أيها الأحباء: إن الله ليس فقط يصنع الأحداث، ولكنه أيضًا يتحكم في الأشخاص وفي أفعالهم التي هي تحت التحكم والسيطرة المباشرة له تعالى «لأن منه وبهِ وله كل الأشياء. له المجد إلى الأبد. آمين» ( رو 11: 36 ). وطبعًا ليس معنى هذا أن الله هو صانع الشر، أو أن الإنسان غير مسؤول عن تصرفاته. فالله بار في كل طرقه، والإنسان مسؤول عن كل تصرفاته. ولقد تصرَّف داود بحرية كاملة وبإرادة حرة، عندما ترك سراريه في البيت، ومع ذلك فإن الله كان مسيطرًا على الأحداث ليُتمم غرضه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|