رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإنجيل في آية لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ،... ( يوحنا 3: 16 ) قال أحدهم وهو مُحِّق في قوله: “إننا نرى في هذه الآية الإنجيل كله”. وهذا حقيقي فعلاً. فأي شيء يُسِرّ القلب أكثر من أن أعرف أن الله يُحبني كما أنا، دون أن أُجري في نفسي أية إصلاحات. وأي شيء يُطمئِن النفس أكثر من أن المسيح صار بديلي على الصليب، ودفع كل ديوني، وسوَّى قضيتي تمامًا وإلى الأبد. وأي شيء يبعث في روحي السلام الأبدي، الذي أواجه به أبديتي، أكثر من أن أعرف أنني لست هالكًا، مع أني لا أستحق سوى الهلاك الأبدي والإدانة، وإنما في صليب ربنا يسوع المسيح، قد انتهت وطُرحت بلا رجعة، كل مُسبِبات الموت والهلاك. وأي شيء يُشعِرني بالغنى الحقيقي والاكتفاء أكثر من أن أعرف أنني امتلكت الحياة الأبدية، وحصلت عليها كعطية من الله ( رو 6: 23 ). نعم هذا ما فعله الإنجيل في نفسي حين قبلته بالإيمان، إذ استراح القلب والضمير، على عمل الابن الوحيد. إن هذه الآية المُقتبسة في صدر المقال قد نطق بها السيد نفسه في ليلة حيرة نيقوديموس مُعلِّم الناموس، فكانت له هذه الآية، كما لكثيرين أيضًا، بمثابة النور الذي بدَّد الظلمة، والنبراس الذي كشف الطريق، وأعلن الحقيقة جليَّة أمام النفس، فوجدت في الابن الوحيد المبذول على الصليب كل كفايتها وخلاصها وحياتها، وأيقَنت أن الصليب، والصليب وحده، هو البرهان الساطع على محبة الله للبشر الخطاة ( رو 5: 8 ). قارئي العزيز: هل أشرق الإنجيل بنورهِ في قلبك وحياتك؟ هل بدَّد ظلمة نفسك؟ إن الإنجيل وحده هو الذي يقدر أن ينقل نفسك من دوائر الموت والهلاك والظلام والبؤس والشقاء والتعاسة، إلى دائرة الحياة والنور والمحبة والصفاء والنقاء. «لأنه قوة الله للخلاص لكل مَن يؤمن» ( رو 1: 16 ). إنه إنجيل النعمة المجيد الذي يحمل لك الخير والبركة ( رو 15: 29 ). إنه كلمة الحق، وسط عالم مليء بالزيف والضلال. إنه “إنجيل مجد المسيح” ( 2كو 4: 4 ) في عالم موضوع تحت عبودية الهوان ( رو 1: 26 ). عزيزي .. إن تأجيلك للتجاوب مع محبة الله بالتوبة والإيمان، يجعل الخسارة أقرب لنفسك من أي شيء آخر. إن تأجيلك يجعل الخطر يزحف إليكَ أسرع من ذي قبل. فلا تتهاون لأن الأمر يخص مصيرك الأبدي، وها يد المحبة ممدودة لك بالخلاص الثمين، فلا ترفضها ولا تخذلها، لأنك إن سمعت وأَطعت نجَوت، أما إن رفضت وأبَيت هلكت. فتعال إليه الآن! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|